اغلب الشعوب التي استعمرها الانجليز تشرب « الشاي « ، بينما تفضل الشعوب التي استعمرتها فرنسا « القهوة «.
وهذا واضح من الناس في مصر والهند،على سبيل المثال، بينما نجد الناس في لبنان وسوريا تفضّل تناول « القهوة «.
واللي مش مصدّق ، يراجع ذاكرته.
وقد تغيّر الحال،وفي زماننا هذا نجد بعض الناس ومنهم الاردنيون يتناولون القهوة / الامريكية، و» قهوة الشوارع» التركية او المغليّة. وخاصة وهم وهنّ يقودون السيارات وتكون القهوة بيد والموبايل بيد اخرى والسيارة « ماشية ببركة دعاء الوالدين «.
بالنسبة للعبد الفقير اللي هوّ انا، فقد كنتُ الى زمن « العشق»، مدمناً للشاي. وبعد ان تعرفتُ على الصبايا في عمّان، «انحرفت» وصرتُ لا اشرب الاّ « النسكافيه» و» الكابتشينو» و»القهوة / الوسط « اللي « بوشّ».
طبعا، مُرغم أخاكم لا بطل.
فللضرورة أحكام. ولرفقة النساء « ضرورات». وليس من المعقول ان تجلس مع « صبيّة» في « الفاروقي» او في « كافيه» وتطلب « كاسة شاي». مؤكد انك سوف « تخسر» الصبيّة وستجد مَن يتّهمك ب « التخلّف».
اذكر ايام الدراسة الجامعية في مصر كنتُ قد تعرفتُ على « كاتب قصصي» يساري. ويومها دعاني الى بيته وقدّم لي « سيجارة « و» كاس». وقد اعتذرتُ عن كليهما.
فقال: ازّاي يا راجل. ده انت فنّان وكاتب ...!!
اكيد اعتبرني « متخلّف « جدا!
وفي مرحلة متأخرة من عصرنا،كان ثمّة « مواصفات « للشاعر او « الكاتب»... او حتى الفنان التشكيلي الذي لا بدّ ان يُطيل شعره ولا « يغسل وجهه» ولا « يمشّط شعره»، إن كان له شعَر. واحيانا كان لا بدّ ان يتّسم ذلك « الكائن» بالفوضى وعدم الالتزام بالعادات والتقاليد. فلا يذهب الى العزاء وان ذهب تجده «خارج التغطية «. كان « يضحك» ويتذكّر « نكتة «.
يعني « حبْكَت» النكتة بالعزاء ؟
كمان، تخيّل بعض الناس ان المثقف لا بد ان يسمع اغاني فيروز و» يحتسي « القهوة. بينما باقي الشعب « يشرب الشاي» ويسمع اغنيات سميرة توفيق
و.. بالله تصبوا هالقهوة وزيدوها هيل !!
الدستور