في مثل هذه الأيام من كل عام أشد رحالي إلى عجلون لشراء زيت الزيتون ومن أشهر معاصرها والزعتر أيضاً.. ويرافقني في هذه الرحلة رف من أحفادي أطل وأياهم من قلعة الربض على شمال فلسطين المحتلة لأرى جنين وطوباس وبيسان وطبريا..
هذه السنة شددت رحالي لشراء زيت الزيتون إلى مكان أقرب إلى عمان لي فيه ذكريات جميلة مع أهلها الطيبين عندما كنت في أواسط الستينات معلماً ثم مديراً فيها ولثلاث سنوات إنها قرية «الروضة » على بعد نحو كيلو متر واحد جنوب طريق عمان القدس..
في تلك الأيام كانت الروضة مشهورة بعنبها وتينها وصبرها وزيتونها وعدسها وقمحها وينابيعها ناهيك عن كرم أهلها وشجاعتهم وعشقهم للسلاح..
معلم القرية في تلك الأيام كان مهماً فبمشاورات مع شيوخها وعلى رأسهم الشيخ عبد الرحمن المسعف أرسلت رسالة بخط يدي وبالبريد العادي إلى جلالة الملك الحسين يطالب أهل القرية فيها تسمية قريتهم بالروضة بدلاً من أم القنافذ وبعد أقل من شهر صدرت الإرادة الملكية السامية بالموافقة على طلبهم ونشر الخبر كما أذكر في جريدة الدفاع..
لم يكن في القرية مدرسة بنات فعدد من الفتيات لا يتجاوز عددهن أصابع اليد الواحدة كن يتعلمن مع الأولاد وفي نفس صفوفهم..
في العام 1966 زار محافظ العاصمة طيب الذكر المرحوم ضيف الله الحمود القرية وكنت ومعلمو المدرسة وشيوخ القرية في استقباله وبناء على طلبهم لاكمال بناء غرفتين كمدرسة للبنات أعتقد طلبنا من الحكومة تقديم كلفة عقدها وقصارتها فوافق على طلبهم وإن كان قد قال أن كلفة هذه الوليمة تكفي لاتمام بنائها..!
وأتذكر أنني وزملائي المعلمين وأهل القرية العام 1968 وأثناء معركة الكرامة خاصة والأغوار عامة كانت طائرات الميراج الاسرائيلية تطير على ارتفاعات منخفضة لضرب معسكرات الجيش والفدائيين وأتذكر أن احداها قد أصيبت وانطلقت غرباً والنار مشتعلة فيها..
الروضة في هذه الأيام لم تعد قرية صغيرة إنها بلدة جميلة خضراء وكأنها ضيعة لبنانية بل أجمل.. كل شوارعها وأزقتها معبدة ومخدومة بالماء والكهرباء والصرف الصحي وفيها مدرستان كبيرتان للأولاد والبنات..
نسيت أن أقول لكم أنني أشتريت الزعتر وزيت الزيتون من احدى المعاصر حول بلدة الروضة.. لا يقلان عن جودة زيت وزعتر عجلون..!
Odehodeh1967@gmail.com
الرأي