كلام ومصالح .. والمواطن دايخ !
أكرم جروان
25-01-2019 10:41 PM
نسمع الكلام الكثير من هنا وهناك، وفي مسيرة إصلاح الوطن، تأتِ لنا الحكومة بوعود وآمال ، وعلى أرض الواقع نفتقد الكثير، لا وعودٌ تَحقَّقت ولا آمالٌ تيَقَّنَت !!، والوطن والمواطن في عناءٍ شديد !!، فلا نهج إقتصادي تغيَّرَ ولا نسبة تعطُّل الشباب عن العمل قلَّت - نسبة البطالة !!- .
بدأنا عاماً جديداً من عصر الأردن الحديث ، على أمل أن نجد البحبوحة في حياتنا كباقي خَلْقِ الله، نستطيع سداد حاجياتنا الأساسية بعِزَّةٍ وكرامة نفس، لا نحتاج القروض والديون على الراتب الشهري الضعيف ، نشعر أنَّ زيادة راتب الموظف قد أنصفتها الحكومة منذ بداية العام بنسبة لم نحلُم بها من قبل !!!، معقول ١٠٠٪؟!!، ليستطيع الموظف البسيط توفير حاجيات أسرته ، ويتم توزيعها على الرواتب الضعيفة لتعديل القوة الشرائية لهذه الرواتب، والتي أصبحت لا تكفي الموظف وأسرته مدة خمسة أيام من الشهر بعد دفع بعض الإلتزامات الشهرية !!!.
أقرأ قبل أيام إقتراحاً بإستثمار العطلة الرسمية من أجل العمل ، وتقليل عدد أيام العُطَل الرسمية ، ومقارنة مع حياة الموظف في البلدان المُتقدِّمة كالولايات المتحدة الأمريكية وبيننا !!!، لا أعرف كيف تتم هذه المقارنة ، وشتَّان بينهما !!.
فهذه مفارقة بينيِّة لن تكون عادلة ، إذ لم ألاحظ الجانب الإنساني والحريَّة الشخصية!!، لم ألاحظ حقوق الموظف في وجه المقارنة، ولا ما يعود على المواطن العامل وغير العامل!!.
كاتب هذه السطور قد عاش في أوروبا مدة كانت كافية للتنقل والعمل بين بُلدانها، وكم كانت الحياة جميلة!!، والحقوق التي يتمتَّع بها الموظف هناك تجعل منه مرتاحاً في بيته وعمله، فهل كان ذلك في مجال المقارنة ؟.
فكيف بِنَا عند المقارنة بحياة الموظف عندنا والموظف في أميركا ؟!!.
الموظف لدينا يخدم الوطن ببسالة ، إنتماء لا إنفصال، وصابر على حياته وراضٍ بها،
رُغم شُحِ ذات اليد، ورُغمَ ضعف الراتب، وجودة الخِدْمات المُقَدَّمة له.
فعندما يكون إقتراحا بزيادة ساعات العمل فلتكُن زيادة الرواتب مُكمِّلة للإقتراح، زيادة جودة الخِدْمات التي يحصل عليها الموظف ، المكافآت والعلاوات تُوزَّع بعدالة !!، المنح الدراسية يحصل عليها وأبنائه دون حرمانه منها بسبب المحسوبية،التعليم والتأمين الصحي مجاناً !!، لا يستدين ثمن القبر إذا حصلت عنده وفاة ، وغيرها من المناسبات !!.
عانينا الكثير من الفساد، ونحتاج الإنتماء الصادق من أجل الوطن، والرحمة للمواطن وشبابه، وأنا الموظف البسيط والمبدع من أجل الوطن وشبابه، وأعاني كما يُعاني بقية زُملائي من الموظفين، وأعمل في خِدمة الوطن حتى في أيام العطل الرسمية، كغيري من أبناء الوطن الشرفاء والأحرار ، طبعت كتاباً فوق طاقتي ، من أجل خدمة الوطن وشبابه، قابلت رئيس الحكومة والوزير .. وغيرهم الكثير !!!، ما جنيت ؟!!!.
فأين أنتم من دعم الموظف المبدع ؟!!!.
ماذا حصلت عليه منكم ؟!!!
وما زال كتابي مديوناً للمطبعة !!!.
فرِفقاً بِنَا والوطن، ولا نصير لنا إلا الله ومن ثم سيدنا حماه الله ورعاه.