فلسطين .. أكوام «البالة» تجمع الغزيين
25-01-2019 10:42 AM
عمون - أن تمر غزة على خاطرك فهذا يرسم صورة تشي بأنك بانتظار المزيد من صور الفقر والبؤس والمحن. لكن غزة تتمرد على واقعها الصعب حتى تتعايش مع جميع الظروف.
سوق «البالة» شمالي قطاع غزة أصبح من أكثر الأماكن التي يقصدها الفقراء لشراء الملابس القديمة، خصوصاً في فصل الشتاء، لعدم قدرتهم على شراء الملابس الجديدة. وحكاية الغزيين مع سوق البالة قديمة جداً، حيث يزداد الإقبال على هذه الأسواق كلما زادت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية سوءاً في قطاع يحاول أن يتدبر أموره بأبسط الموارد.
ملابس لكل الأعمار، لا تنافسها إلا الملابس التي صُنعت في الصين لانخفاض ثمنها، فيما تظل سُمعة الملابس القديمة أفضل؛ لأنها من ماركات توصف بأنها عالمية. وكلما زادت حدة البرد، ارتفعت أسعار الملابس القديمة التي لم يعد كثيرون في غزة قادرين على شرائها.
ويمكن قراءة مؤشرات الوضع الاقتصادي في غزة من أسواقها الشعبية التي تكاد تكون فارغة الآن، لعدم قدرة الغزيين على نفقات شراء ثوب قديم، خاصة العوائل التي تعيش دون خط الفقر.
في سوق الأحد من كل أسبوع تتجه الحركة الشرائية نحو «البالة»، حيث يقف التجار وسط أكوام من الملابس المستخدمة وبأسعار رخيصة، والمتبضعون يجولون بين الأكوام المكدّسة من حولهم في البحث عما يناسبهم، حيث توفر لهم هذه الأسواق الملابس بجميع أنواعها وأهم ما يميزها بنظر الفقراء من الزبائن الفارق المالي مقارنة مع أسعار الملابس الجديدة.
يقول أحد الزبائن ويدعى جابر عبدالجواد لـ«البيان»: «إن ارتفاع أسعار الملابس وقلة الرواتب والدخل المحدود وزيادة المتطلبات اليومية خصوصاً الأطفال منهم يدفع بالعديد من الأسر إلى الإقبال على شراء ملابس البالة».
ويضيف عبدالجواد، وهو أب لسبعة أولاد: «أنفقت حتى الآن ما يزيد على 300 شيكل (90 دولاراً تقريباً) لشراء ملابس البالة وما زالت هناك متطلبات أخرى مع اشتداد موجة البرد في هذا الشتاء، وعند دخولي إلى هذه الأسواق فوجئت بأن الأسعار مناسبة للجميع، حيث إن بعض قطع الأطفال تصل إلى 5 شيكل (دولار واحد تقريباً)، مبيناً أنه «في ظل استمرار أنصاف الرواتب أصبحنا غير قادرين على شراء الملابس الجديدة وسد جميع احتياجات الأسرة».
من جانبه أكد التاجر صلاح نعيم أن سوق البالة يشهد هذه الفترة حركة نشطة مقارنة مع المواسم السابقة، مؤكداً أن غالبية الناس التي تأتي إلى أسواق البالة هي من العوائل «المستورة» وذات الدخل البسيط، تأتي بحثاً عن ملابس مناسبة تقيها برد الشتاء الشديد، أما بالنسبة لأكوام الملابس التي تباع في البالة فأغلبها، وإن كانت مستخدمة، من ماركات مسجّلة وأسعارها أقل كثيراً من أسعار الملابس الجديدة.