الغربة في المركز الوطني للمناهج
د.محمود المسَاد
24-01-2019 08:22 PM
ومع أنني خبير في الإدارة والقيادة إلى جانب خبرتي وتخصصي في المناهج إلا أنني لا أجد القرار في المركز الوطني للمناهج في مكانه المناسب، لا هيكلياً ولا جغرافياً. نسَلم أحياناً أن أحداً ما أو شلة ما تصنع القرار،وأحداً معني يتخذه. كما سمعنا وعشنا في مؤسسات يصنع قرارها ويتخذه حجَاباً وحاجبات، إلا أنني في هذا المركز الذي كنت أعمل به مستشاراً يصنع القرار ويتخذه آخرون في سهرات عمل خاصة أحياناً وبالذات في قرارات من المستوى والحجم البسيط.لكن وللأسف القرارات الكبرى يتم التوجيه بها في جغرافيا مختلفة، يتحدث المعنيون بها بلغة لا علاقة لهابالمتخصصين ويوقع عليها من هو إسماً صاحب القرار.
وكنت ولا زلت أسأل نفسي لماذا يكون هذا؟ أين أعيش أنا؟وما هذه الغربة التي أحس بها في وطني.وأي مسؤولية عن هذا الجيل يتحملها أسماً هذا المركز الذي يدعى المركز الوطني للمناهج. هل الطمع بالمال والقوة، وإن يكن ذلك حقا وصدقا، لنترك للمركز عمله الفني وصناعته السليمة لعقول وشخصيات جيل المستقبل الذي يعَول عليه الأردنيون مستقبل دولتهم.
لقد كثُر العاملون في الخفاء، كما كثُر المُنتَفعون الباحثون عن المناصب الشكلية. لكن ماذا تركنا للوطن، وكم سيتحمل؟ ولا أقول إلا صبراً يا وطني فالناس لم تعد ترى حتى في وضَح النهار، وكأننا أمام كارثة محتملة، و مُلاك الحقائب يستعجلون الهبش بالسرعة القصوى والهزيمة دون التفات لأهل أو أرض أو حتى بقية من ضمير.
أيُعقل يا وطني أن يعبث بمستقبل الجيل حفنة في مجلس تنفيذي لا تتقن اللغة العربية ولم ترا كتاباً عربياً ولا تعرف أو حتى لا تسمع بمناهج وطنية، بل كل معرفتها تقتصر على مناهج أمريكية أو اوروبية أو بريطانية. لكن وحقا لديها مؤهلات أخرى لا نقدر عليها ولا نقبلها هي مصدر قوتها الخفية المؤثر جداً ......إنه البزنس الخاص الذي جمع بين السلطة الرسمية في المركزوأشخاصهم.