الباحثة جزراوي: النسوية جزء من عملية التحرر الشامل
24-01-2019 03:52 PM
عمون- قالت الباحثة الدكتورة لينا جزراوي إن "صورة المرأة الماضية لم تخضع لتغيير جوهري في الذاكرة العربية، وأن المتخيل العربي ما يزال يحتفظ بما انطبع في ذاكرته عن المرأة، ويعيد إنتاجه اليوم بشكل مُحدث".
واعتبرت جزراوي خلال حفل إشهار وتوقيع كتابها "صورة الفلسفة النسوية في الفكر العربي المعاصر" مساء أمس الأربعاء، ضمن برنامج قراءات في مكتبة عبد الحميد شومان العامة، أن الخطاب الغربي ذلل الفروقات البيولوجية، وأسقط النظرة التقليدية عن المرأة ومكانتها وكشف علميا عن تشكل البنية الأسرية القائمة على أسس الهيمنة والسيطرة الأبوية.
وخلُصت في الحفل الذي أداره الدكتور محمد الشياب، إلى ان معظم الطرح النسوي في العالم العربي يصب في تحسين شروط حياة المرأة داخل الإطار التقليدي دون العمل على تعديلها، ودون تحقيق بناء متين لفكر واضح المعالم، ومحدد الغايات.
وبينت أن الطرح النسوي ما يزال يخضع لأحكام المجتمع وتقاليده، مما يوضح سلبية الفكر العربي تجاه التغييرات الجذرية وأنه يُنظر للقضية النسوية على أنها قضية منفصلة عن قضايا المجتمع، مع أنها جزء أصيل من الفكر التحرري للشعوب، وهي مسألة المجتمع، وجزء من عملية التحرر الشامل، وأحد وجوهه مثل الخبز والحرية والمواطنة والكرامة.
وذهبت جزراوي إلى أن الخطاب النسوي العربي المعاصر يفتقر إلى الأدلة العلمية والعقلية، خصوصًا بما يتعلق الأمر بمواجهة الخطاب الديني، الذي كان في أغلبه توفيقيا متذللاً يهادن المجتمع وتقاليده، كما يهادن الأنظمة السياسية، ويرفض اقتحام أسوار التقاليد والموروث، كما أنه لم يغادر مسألة الفارق البيولوجي بين الجنسين.
ويتناول الكتاب، وفق مؤلفته، صورة الفلسفة النسوية في الفكر العربي المعاصر، إلى جانب توضيح وتحليل صورة المرأة في الأسطورة والفلسفة، وتاريخ الحركة النسوية في العالم الغربي وتشكل النسوية العربية بدء من عصر النهضة وحتى الفكر المعاصر، كما أنه يتناول نماذج نسوية عربية من مدارس مختلفة أمثال "نوال السعداوي، غادة السمان وهشام شرابي".
والكتابة عن النسوية، بحسب المؤلفة، جاءت لظروف تتعلق بعملها في مجال حقوق الإنسان عموماً، وحقوق المرأة خصوصاً، كذلك لتخصصها في حقل الفكر النسوي، وبواقع المرأة العربية "الذي لم يصل لمُستوى تحقيق شراكتها مع الرجل في ميادين الحياة كافة ".
وقال الدكتور الشياب إن "الدكتورة لينا جزراوي اتجهت في كتابها لتركيب التصورات والمواقف التي أنتجها الفكر العربي المعاصر في موضوع وضع المرأة العربية".
وأضاف ان "عمل الباحثة انصب أساساً على مراجعة عينة من أدبيات الفكر الاصلاحي، منذ منتصف القرن التاسع عشر الى يومنا هذا، فهذه العينة المختارة أدرجت ضمن حقبة معينة، وتُعنى بالموضوعات والمرجعيات ونوعية الأسئلة التي تجعل حقبة ما داخل المدى الزمني المشار إليه تختلف عن الأخرى أو تكملها أو تتجاوزها".