سيدات "نقرأ معاً" يناقشن خضر حول روايته "يافا .. بوينس آيرس .. يافا"
24-01-2019 03:15 PM
عمون - نظمت مجموعة سيدات "نقرأ معاً" أول من أمس، لقاء مع الروائي والإعلامي الزميل محمد جميل خضر، ناقشنه خلاله حول روايته "يافا.. بوينس آيرس.. يافا".
اللقاء الذي شاركت فيه ثماني سيدات، وجرى داخل مقهى (بابيش)، حمل دلالات مهمة، وأظهر عمق قراءة سيدات "نقرأ معاً" للرواية، وتفاعلهن الإيجابيّ البنّاء مع وجهاتها ورحلتها المثيرة متلاطمة الأمواج بحثاً عن المعنى، واستعادة للذاكرة والأثر وقيم الحق والخير والجمال.
محاور عديدة تضمنها اللقاء الذي نسقت تفاصيله المهندسة ربى أبو غوش، بحثاً في رواية خضر الأولى الصادرة طبعتها الثانية عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع، وطبعتها الأولى عن دار "جليس الزمان" للنشر والتوزيع.
السيدة هبه لامبر كنعان، تناولت في الجزء الخاص بها من محاور الحوار، قضية الحنين المبثوثة بقوة داخل فصول الرواية، رائية أن الروائي غاص عميقاً في تعقب آثار الحنين النفسية والوجدانية والحياتية، وفي رسم ملامح تشكّله داخل أرواح الشخصيات، خصوصاً بطل الرواية بدري ووالده صبري.
الحنين بالنسبة لهبه لامبر كنعان هو صنو الوطن، وشكْلٌ من أشكال الانتماء والعودة للجذور. تقول كنعان: "الحنين إلى الجذور والوطن الأم هو ما يجعلنا نعبر القارات لنجد الأجزاء الناقصة لنعيدها إلى كياننا لنكمل ذاتنا ونشعر بالامتلاء الحقيقي، فلا المال ولا الجاه ولا السلطة يغنوننا عن شعورنا بأننا امتداد لجذورنا واستمرارية لما بدأه الأجداد".
إنه، أي الحنين وما يرتبط به من معرفة التاريخ الحقيقي للأوطان، برأيها، هو الدرس الذي ينبغي أن نعلمه لأولادنا: "علموا أولادكم التاريخ في زمن كثر فيه الكذب والتلفيق ولا تحرموهم من معرفة أصولهم وإعطائهم الفرصة في العودة يوما ما للبحث عن الجذور، صحيح أنها تجربة شخصية اختيارية، ولكنها تستحق بالفعل".
من جهة أخرى كشف لي اللقاء أن هناك من ما يزال يقرأ، في زمن الأجهزة الذكية والكسل المريح والضياع المريع.
المهندسة ربى أبو غوش قالت لنيسان:
"استمتعت وزميلاتي مجموعة سيدات "نقرأ معا" بمناقشة رواية "يافا.... بوينس ايرس... يافا " بحضور الكاتب محمد جميل خضر. رواية تحمل معها الحنين والأماني وآلام الغربة. العود في الرواية رمزٌ للهوية والجذور وأيام الصبا والعِزِّ في يافا".
أبو غوش طرحت تساؤلاً يحمل في طياته أسئلة ورؤى: "هل ترك بدري بوينس آيريس وذهب إلى يافا ليجد عود جَدِّه، أم ليجد نفسه وجذوره في وطنه الذي لن ينساه أبداً؟".
ثم اقتبست من الرواية: ".... إن المسألة تشبه الشمس التي وإن كانت بعيدة عنّا جدّاً، إلا أن أشعتها تلامسنا كل يوم، وكذلك هو الحنين الى الأوطان يطرق أبوابنا كل يوم. قال لها إن الإنسان الذي يجري في عروقه دم عربي، يحبُّ أرضه ويحبُّ أصوله، ويحبُّ المكان الذي ولد فيه. قد يرحل بعيداً ويدّعي أنه نسي وطنه ولكنه لا ينسى أبداً".
بدورها اقتبست السيدة جميلة العلمي من الرواية مقطعاً آثرت أن تقرأه معبّرة عن تفاعلها معه وإعجابها به:
"القيمةُ ليست في كتاب المدرسة.. ليست في القميص.. ولا بأزراره المقطّعات.. ليس أن ندّعي امتلاكنا الحقيقة كلها.. أو أن نزدري لعثمة المحاولة المُخْلِصَةِ عند إنسانٍ بسيط.. القيمة ليست في التحوصل والتحلّق حول أشباهنا في الحياة.. لا قيمة للغزل الجريح.. لا.. ولا للعطاء أحاديّ الجانب.. ثمّ أين القيمة أن نكسر خاطر قلبٍ ضائعٍ في الجهات.. القيمة ليست أن نشتري حصتنا من جسدٍ ملطّخٍ في (فترينة) العَرض.. ليس أن نسرق من الصبح وعوده.. ومن المساء سكينته.. ومن النهار مساعيه.. ومن الشجر فيئه.. ومن الخدّ حمرته.. ومن الجّدِّ كبوته.. ومن المناديل أسرارها..".
شاركت في اللقاء الذي يؤكد حفاظ الكتاب على مكانته، إضافة لمن وردت أسماؤهن أعلاه، السيدات: أمل هنداوي، سهاد اليوسف الرواشده، آية كيالي، رنا الهدهد ومنال الجندي.