رغم أننا نعترف للغرب بما قدمه للإنسانية من سبل الرفاهية والازدهار ..لكننا لا ننسى من ان العلم تراكمي.. مثلاً بدأ علماء الغرب في الرياضيات و في الكيمياء وفي الطب من النقطة التي توصّل اليها علماء العرب والمسلمين والذين بدورهم بدأوا تقدمهم العلمي من حيث توصل علماء الهند والإغريق و بلاد فارس..إلا ان الحضارة الغربية إستمرت طويلا فكانت نتائجها في مجال الاكتشافات والاختراعات كثيرة فأدت الى بناء حضارة الارض الى حد ما .
و مع إنطلاقة الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر إنطلقت أفكار و فلسفات متعددة فتوّصل روادها على انهم من المستنرين الجدد بعد عصر التنوير فأقفلوا أبواب السماء و ردوا كل شي الى ..المادة ، و منها الى إعتماد النفعية تحت شعار "الغاية تبرر الوسيلة" حتى و لو كانت الوسيلة هدّامة او لا أخلاقية..
فالتنسيق بين البلدان الكبرى و الإتفاق الضمني على إدارة اللعبة بلغة التذاكي و التكاذب ..لغة النفاق..تتطلب نسبة عالية من الوعي من الشعوب ..
نحن بحاجة الى قبول الآخر عبر إيماننا بأن ما يجمعنا يتجاوز ما هو ظاهري و شكلي و معتقد .
إذا ما تحقق -فعلاً - نتحّول من ثقافة القهر الى ثقافة المشاركة ، و من السلبية الى الإيجابية ، ولسنا دائما المستقيمون و الآخرون دائماً من الأشرار .
تعزيز التربية .. إيصال التعليم الى مستوى رفيع .. و المعرفة الواعية.. و عدم تسطير العقل بكلام كل من يقف على منصة و يخطب..
ستحمل هذه الأكثرية الفاعلة مع الوقت مشعل الفلسفة الإنسانية و يعترف الجميع بدورها الإيجابي فهي لا تقصي أحداً : لا أي دين و لا أي نظام حكم ولا حزب او تيّار ..لتنطلق العقود الاجتماعية الحديثة من مبادىء الروح الإنسانية و فلسفتها ، بعد ان تكون التربية قد صقلت عقول الأكثرية اجتماعيا و سلوكيًا ،
لا عدائية و لا تكبّر و لا عجرفة و لا ...
و رغم ذلك فإن تحقيق الديمقراطية يبقى جزئيا و يبقى الوصول الى الرفاهية و السعادة أمراً صعباً لكنه ممكناً....و بداية الطريق..خطوة .