وقع خلط واضح حين نسب أحد الصحفيين جزءا من دراسة اجرتها شركة اجنبية لمنطقة الشلالة في مدينة العقبة ، لتصبح وكأنها تصريحات صادرة عن المهندس عمر الروسان مفوض البنية التحتية والخدمات في سلطة المنطة الخاصة . عمر الروسان شاب اردني متحمس للعمل ، تتلمذ على يد أعرق دور الهندسة ، وهو أحد التكنوقراطيين الذين يقدمون المهنية على البهرجة الإعلامية ، يعمل بصمت مع فريق متخصص لإنجاز المهام المسندة اليهم بعيدا عن الإثارة وجلب الأضواء ، وهو فوق هذا وذاك وبحكم عملي معه لوقت ليس بالقصير صاحب حضور متواضع وخلق رفيع من الدماثة ودفء اللسان ، فلم اسمعه ذات مرة ولو لمرة يتلفظ بما يسيء لاحد حتى اولئك الذين اساءوا ويسيئون اليه.

قال لي ذات مرة في معرض حديثه عن العلاقة العضوية بين الإستثمار وتنمية الإنسان في منطقة العقبة: بإن تحسين الأوضاع الإقتصادية للبسطاء هو المؤشر الأول و الأهم لنجاح مشروع المنطقة الخاصة برمته ، فالإنسان هو محور التنمية وهدفها و بخلاف ذلك فإننا نخفق .

منطـقة الشلالة عاصمة الطيبين من الفقراء ومحدودي الدخل ، يقطنها أردنيون محافظون يجمعهم نسيج متماسك من القيم الأردنية الأصيلة والأخلاق الحميدة ، وهي منطقة عشوائية غالبية بيوتها من الطوب والصفيح والخشب ، وليس سرا حين نقول بانها تندرج تحت بند الإعتداء على أملاك الدولة ، وقد ظلت هذه المنطقة على مدار الحكومات المتعاقبة أشكالية تؤرق صناع القرار ، لكن عدم توفر التمويل اللازم لبناء مساكن بديلة لقاطنيها أدى الى ترحيل الإشكاية من حكومة الى حكومة ، الى ان نجحت سلطة المنطقة الخاصة في توفير التمويل لبناء منطقة بديلة اطلق عليها اسم(الكرامة) ، وهي منطقة سكنية متكاملة الخدمات ، يشهد القاصي والداني بإنها انجاز رفيع المستوى يسجل للقائمين على سلطة المنطقة كل في موقعه.

التصريحات ، كادت أن تؤدي الى ما لا يحمد عقباه ، فقد أدى اللبس الذي أحدثه الزميل الصحفي الى تعكير صفو العلاقة الطيبة بين أهالي العقبة الطيبين وادارة السلطة الطيبة أيضا ، كما استغل بعض الذين احترفوا الإصطياد في الماء العكر داخل المدينة هذه الفرصة لحساباتهم الشخصية ، أو الى كسب شعبيات رخيصة في الانتخابات البرلمانية القادمة.

غير أن وعي أهالي منطقة الشلالة و سداد رأي كبارهم وحكمة الرجل الأول في المفوضية نادر باشا الذهبي الذي يجمع في خبرته الطويلة بين الانضباط العسكري والرؤية المستنيرة ، أدى الى احتواء الموقف والحيلولة دون وقوع ما لا نتمناه جميعا.

سلطة المنطقة الخاصة لمن لا يعرفها هي خلية نحل نشطة ، يعمل فريقها من القاعدة وحتى قمة الهرم بنسق غاية في المهنية والتخصص ، تحس بذلك في كل مفصل من مفاصها صغر او كبر ، ومشروع المنطقة الخاصة شجرة ملكية مباركة غرسها المليك بين نخلات الثغر الباسم ليأكل من خيرها الأردنيون جميعا .

إن تقويل الناس ما لم تقل هو أقصر الطرق الى اغتيال الشخصية ، وما يترتب على ذلك من تداعيات لا تخدم الوطن ولا المواطن في شيء.
أتمنى على إعلامنا ان يتحمل مسؤولياته ، ويتوخى الدقة والموضوعية فيما ينشر فثمة فارق كبير بين أخطاء تحتمل ، و خطايا لا تغتفر .