عندما بدات العمل الصحافي كنت أخشى سقوط « بطيخة الأدب» من بين يدي.. ومن وجداني وبخاصة بعد أن استغرقتني «مهنة المتاعب».
لكن « خوفي» سرعان ما تبدد ووجدت نفسي أصدر كتابا كل عام وأحيانا كل عامين. ولحسن الحظ توصلت إلى «صيغة» عفوية من دون تخطيط مني. وهكذا وجدتني أجمع بين « الأدب والصحافة» ضمن منظور الكتابة بشقيها الإنساني والإبداعي.
و تسألني عن الحافز للكتابة وأراه بكل تواضع « رسالة» سواء للناس أو للمرأة التي أحبها. والحقيقة أنني مدين للمرأة
بكل تحولاتها فلولا « نكدها» لما كانت القصيدة أو القصة أو حتى النص النثري !
دائما ما أسعى إلى عذابي وكأنني « سيزيف» لا يستكين إلا بوجود الزلازل والبراكين داخل روحي. بالطبع يصعب علي التكهن بمواعيد الكتابة وهويتها وشكلها.. تماما كما يصعب معرفة تقلبات المرأة إلا حين تجد نفسك غارقا في حبها. فلا بد من وجود « منغص» في الحياة لكي نكتب. ولا بد من وجود « قلق» و « رغبة» في التغيير.
اكتب أحيانا لكي اصحح مساري العاطفي أو الاجتماعي.. وأحيانا لانقد ذاتي أو احاسب روحي أو كي اوقف عربة عواطفي الجامحة.
أحيانا اكتب لأظل قريبا من الحلم فمن دونه أشعر بتوقف الحياة.. حياتي, ربما لم اقنع نفسي بقواعد ثابتة في الكتابة ولم استسلم بعد لضوابط النقاد.. فتركت أصابعي تعبث بالكلمات وتلهو بها ما شاء لها أن تلهو وتعبث.
فأنا كلما اصدرت كتابا جديدا اشعر بالفرح ذاته الذي داعب فؤادي حين حملت مولدي الأول ورأيته يتنقل بين الناس « على قلتهم أو كثرتهم»، لم اكتب نصف ما أريد.. ولهذا لم أتحمس دائما للكتابة ولدي مشاريع لكتب مقبلة انتظر إنجازها بلهفة عاشق لم تمنعه الأمطار والرياح من الخروج إلى الشوارع للقاء حبيبته.
الدستور