ولد رحمه الله عام 1926 فير قرية أم جوزة الواقعة شمال السلط – محافظة البلقاء , تلقّى تعليمه الإبتدائي في مدرسة القرية . والده المرحوم الحاج حمدالله الحاج علي أبورمان كان رجلا متديناً صالحاً محافظاً على فروض دينه من صلاة وصيام وحج بيت الله , وقارئاً للقرآن بشكل يومي متواصل , سكن في أواخر عمره بجانب جامع الجادور في مدينة السلط بالقرب من المدرسة الثانوية وكان يقضي معظم وقته بالمسجد .
عمل الشهيد ابراهيم مع أبيه في الزراعة بقريته بعد أن ترك المدرسة وذلك ليساعد أباه على ظروف العيش وخاصة أن والده تعرض لحادث أدى إلى قطع رجله . وساعد والده في إدارة أمور دكانه التي افتتحها بالقرية حيث كان أكبر ابناءه و كان والده يكنى به .
كان رحمه الله قوي البنيان طويل القامة ممتلئ الجسم , وحباه الله بهمه عالية ونشاط متميز وقوة بدنية عظيمة مع شجاعة وجسارة خارقة حيث روى بعض أقاربه عنه أنه كان يقتل الضبع ( ذلك الحيوان المفترس الذي يخاف منه كثير من الناس ) بعصاه ويديه , ومع كل هذه الصفات كان رحمه الله يحب الناس ويحب تقديم الخدمة والمساعدة لهم , حتى لقّبه شباب القرية بشيخ الشباب .
استشهد رحمه الله وهو أعزب لم يتزوج , وله شقيقان أصغر منه بالعمر هما المرحوم الحاج عبد الرزاق الحمد الله ابورمان (أبو ايمن ووالد الأخ والصديق المهندس خالد أبورمان نائب نقيب الهندسين السابق ) , والمرحوم صالح الحمد الله أبورمان , وكان شقيقه الحاج عبد الرزاق من أهل الخير والإحسان على مستوى الاردن فلقد شارك بتأسيس جمعية الصالحين لتحفيظ القرآن الكريم , وجمعية المحافظة على القرآن , واللجنة المركزية لرعاية شوؤن المساجد , وساهم بتأسيس المستشفى الإسلامي بعمان .
جهاده :--
تأثر رحمه الله كثيراً بمواكب تشييع الشهداء التي كان يقيمها أهالي مدينته السلط لهم حيث يطاف بها بالشوارع وسط أناشيد وهتافات الرجال وتهليلهم وتكبيرهم وزغرتة النساء فرحاً وكأنهم بزفة عريس , لذلك قرر مع عدد من رفاقه (عرف منهم مصطفى مصلح القضاة ويوسف العرعير العربيات ) الخروج للجهاد بفلسطين , فحملوا أسلحتهم والتحقوا بالمجاهدين على ثرى فلسطين المباركة وتعاهدوا على نقل أي شهيد منهم إلى السلط ليقيم لهم أهلها موكب زفة الشهيد , مما يؤدي إلى تأجيج عواطف الناس ومشاعرها ويحي فيها حب الجهاد وشرف الإستشهاد .
التحق الشهيد ورفاقه من أبناء السلط بالمجاهدين في منطقة صفد بالشمال الفلسطيني , واشتبكوا مع قوات العدو الصهيوني عدة مرات وأبلوا البلاء الحسن في قتالهم للعدو الصهيوني وكان ابراهيم كعادته شجاعاً جسوراً مقداماً لا يخاف الموت ولا يهابه , وروى عنه زملاؤه في الجهاد انه قتل مقاتل صهيوني بيديه ورجليه قائلاً له ( الرصاصة خسارة بيك ) .
ومكث ستة شهور يقاتل العصابات الصهيونية وفي أحد الاشتباكات مع العدو أصيب برصاصة برأسه وهو متحصن مع زملاؤه داخل منزل فأغمي عليه وحُمل إلى المستشفى في صفد وبعد ثلاثة أيام من إصابته استشهد رحمه الله وهو ابن 22 عاما , ودفن جسده الطهور في أرض صفد بفلسطين المباركة , ولم يتمكن زملاؤه من إحضاره إلى السلط لبعد المسافة وقطع العدو للطريق إلى الاردن ,ونقل خبر استشهاده إلى أهله المرحوم جميل أحمد الحسن الدباس ( أبو هاشم ), الذي كان عسكري بالجيش الاردني والتقى به بصفد وحضر واقعة استشهاده ودفنه.
وقدمت عشيرة الرمامنة الكريمة (وهي من أكبر عشائر السلط وتسكن في قصبة السلط ,وقرى أم جوزة ,وسلعوف, ودعم , وزي ووادي الناقة ,ويعيش قسم منها في صويلح, وحنو الصويفية ,وأم السماق الجنوبي , والمقابلين ,وبيادر وادي السير, وعمان ,والزرقاء ) , عدد آخر من الشهداء هم :-
المجاهد الشهيد سليمان علي العيد أبو رمان .
ولد رحمه الله في قرية أم جوزة عام 1928 وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرستها , التحق بالجيش الأردني عام 1946وهو ابن ثمانية عشر سنة , وبعد زواجه من ابنة عمه المرحوم عبد الله العيد أبورمان بأشهر قليلة قامت حرب عام 1948 فدخل إلى القدس مع الجيش الأردني وشارك مع كتيبته في معركة باب الواد الشهيرة,والتي كبد فيها الجيش الاردني والمجاهدين العرب العدو الصهيوني خسائر فادحة في الأرواح والمعدات . وفي يوم 26/5/1948 سقط المجاهد سليمان شهيداً على أرض القدس الشريفة – باب الواد ,وروّى بدمه الزكي أرض فلسطين الطهورودفن جثمانه الطاهر فيها وله من العمر عشرون عاماً .
والشهيد أخ لكل من المرحومين عبد الحليم علي العيد أبو رمان ( والد الأخ والصديق الشيخ نورالدين أبو رمان رئيس جمعية المحافظة على القرآن – فرع السلط ), وعبد الحميد وموسى وعبد الرزاق ومحمد العلي العيد أبو رمان رحمهم الله جميعاً .
المجاهد الشهيد عليان حسين علي الموسى أبورمان :-
ولد رحمه الله عام 1939في قرية أم جوزة , ودرس وتعلم القراءة والكتابة في كتاتيب القرية , والده الحاج حسين العلي الموسى أبو رمان , كان رجلاً متديناً محافظاً على صلاته وصيامه وحج بيت الله الحرام .والشهيد أكبر ابناءه وبه كان يكنى .
التحق الشهيد عليان بالحرس الوطني عام 1955 , ثم انتقل إلى الجيش الأردني وخدم في كتيبة المشاة 31 , وعند نشوب حرب 1967 كانت كتيبتة تتمركز بالقدس وقامت بمهاجمة جبل المكبر , وفي يوم الثلاثاء 6/6/1967 ثاني أيام الحرب سقط المجاهد عليان شهيداً على أرض جبل المكبر في القدس الشريف ودفن جثمانه الطاهر في أرض الإسراء والمعراج المباركة وكان عمره 28عاماً .
للشهيد عليان ولدان هما( المرحوم هاني وسامي حفظه الله ورعاه ), وله من الإخوة زكريا , ووليد , والمرحومين (عبد الرحمن وعلي ), وسالم , وخلف , وخليفة , رحم الله المتوفين وأطال وبارك في عمر الأحياء منهم.
المجاهد الشهيد عبد الرحمن عبد الله المفلح أبو رمان :-
ولد رحمه الله عام 1940 في قرية أم جوزة , وتلقى تعليمه الإبتدائي في مدرسة أم جوزة والإعدادي والثانوي في مدرسة السلط الثانوية ,وكان والده الحاج عبدالله المفلح أبو رمان رجلا متدينا مؤديا لفروضه الدينية كاملة .
انضم الشهيد إلى القوات المسلحة الأردنية عام 1960 .وخدم بالاستخبارات العسكرية حتى استشهاده .
له من الأخوة أربعة هم المرحوم عبد الفتاح , وعبد الحميد, وعبد الرزاق , وعبد المجيد , رحم الله المتوفين وأطال وبارك بعمر الأحياء . تزوج رحمه الله عام 1962 وأنجب أربعة من الأبناء هم الأخ والصديق شاهر ( الملقب بشاعر الاحرار) وبه كان يكنى , وزهير ,وأحمد , وجعفر, وزهير حفظهم الله جميعاً وأطال بعمرهم .
استشهد رحمه الله اثر غارة جوية صهيونية غادرة على كمب قروق الواقع بين اربد وعجلون , يوم 10/7/1970, وسال دمه الزكي الطاهر على تراب ارض الحشد والرباط , وشيعت جنازته إلى مقبرة الجادور بالسلط بموكب كبير ورهيب .
رحم الله شهداء عشيرة الرمامنة ( ابراهيم ,وسليمان , وعليان , وعبد الرحمن ), وكافة شهداء الأمة والوطن على امتداد التاريخ , وجزاهم خيراً عما قدموا لدينهم وأمتهم ووطنهم , وجعلهم القدوة والأسوة الحسنة لأبناءهم وذرياتهم وأبناء عشيرتهم ووطنهم وللأجيال الشابة من أبناء أمتهم , وعهداً لهم علينا أن لا ننساهم ما حيينا أبداً.