facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




التربية الإعلامية في مراحل التعليم المختلفة!


سليمان الطعاني
21-01-2019 01:46 PM

كان الناس قبل ظهور الإعلام يعتمدون على المدرسة والمعلمين كمصدر أساس وحصري للمعرفة، استمر الوضع على ما هو عليه إلى أن ظهر الإعلام وبدأ يأخذ دور المسلي والمربي والمعلم والموجّه، ليصبح بذلك منافساً حقيقياً ليس في السيطرة على الأطفال فحسب، بل على والديهم أيضاً، تدريجياً ومع وصولنا إلى عصرنا هذا الذي لم يعد يُعرف حدوداً لانفتاحه ولتطوراته التقنية الهائلة ازدادت سطوة الإعلام بكل أدواته ووسائله وتقنياته، فباتت كلماته المفتاحية التي يبثها يومياً عبر رسائله أو تقاريره أو تحقيقاته أو صوره الإعلامية أو حتى مواده الإعلانية، تلعب على وتر عواطف الجمهور المتلقي واتجاهاته للتأثير فيه وكسب تأييده ورأيه الذي يمكن أن يحول أي قضية في ليلة وضحاها إلى قضية رأي عام، وهو أمر لم يعد خافياً على أحد.

وهنا أصبح الناس في ظل هذا الواقع الإعلامي الجديد محاصرين بكم هائل من الرسائل الاعلامية التي تتفق في بعضها مع قيمهم وأخلاقياتهم وثقافتهم ولكنها في جانب منها كبير تقدم مضامين ومعلومات وصورا مشوهة من جانب بعض الجهات أو الهيئات أو الافراد والمتابع لهذه الرسائل يلحظ هذا التشويه المتعمّد والذي يهدف في معظم الأحيان الى نقل معلومات مضللة أو مشوهة إلى الجمهور.‏

في ضوء ذلك كله، وفي ظل التماهي في الإعلام الرقمي الجديد.. نحن بحاجة ماسة، وفي هذا الوقت تحديداً لدور فاعل وسريع يرسخ مفهوم التربية الإعلامية عند أفراد المجتمع بكافة فئاته العمرية وخصوصاً الأطفال والشباب.. فالهدف الأساسي من التربية الإعلامية هو حماية الأسرة والأطفال والمجتمع والوطن. تربية اعلامية تقـــدم صــورة شــاملة عن البيئـــــة الإعلامية، تفضح أساليب القولبة والتنميط والدعاية والإعلان والثقافة الهابطة والتضليل الإعلامي والتلاعب بأخلاقيات المهنة، تربية إعلامية تكشف الكثير من أسرار صناعة الإعلام، وتساهم في تعزيز ثقة المتلقي بنفسه، وامتلاكه الروح الإيجابية للقيام بسلوك إيجابي، والتمتع بمهارات عليا من أهمها التفكير الناقد. تربية اعلامية تسعى لبناء جسور من الثقة بين المرسل والمتلقي وتحمي الجمهور تأثيرات وسائل الإعلام السلبي الذي يؤدي إلى خلخلة فكر المجتمع وقيمه وترابطه، وإثارة الغرائز والنزعات واستنزاف طاقات أفراد المجتمع ولاسيما الشباب وإلهائهم عما يفيدهم وتحويلهم إلى مستهلكين.

يعرّف مؤتمر فيينا عام 1999، الذي عقد تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، وشارك فيه 41 خبيراً من 33 بلداً حول العالم، يعرّف التربية الإعلامية بأنها مهارة تختص بالتعامل مع كل وسائل الإعلام، وتشمل الكلمات، والرسوم المطبوعة، والصوت، والصور الساكنة والمتحركة، التي يتم تقديمها عن طريق أي نوع من أنواع التقنيات، تمكّن أفراد المجتمع من الوصول إلى فهم لوسائل الإعلام التي تستخدم في مجتمعهم، والطريقة التي تعمل بها هذه الوسائل، ومن ثم تمكّنهم من اكتساب المهارات في استخدام وسائل الإعلام للتفاهم مع الآخرين، وتضمن لهم التعرف على مصادر النصوص الإعلامية، وأهدافها السياسية والاجتماعية والتجارية والثقافية، وكذلك السياق الذي وردت فيه، والتحليل وتكوين الآراء الانتقادية حول المواد الإعلامية، وصولاً إلى اختيار وسائل الإعلام المناسبة التي تقنعهم بما تقدمه.

وعليه فإن مصطلح التربية الاعلامية يعني بكيفية تنشئة الفرد بطريقة يستطيع من خلالها التعامل والتعاطي مع وسائل الإعلام، على اختلافها مسموعة ومرئية ومطبوعة وفضائيات وإنترنت وشبكات تواصل اجتماعي، وانتقاد سلطة النصوص الإعلامية، ليكون مواطناً مستنيراً، ولا يتم ذلك الا من خلال تضمين التربية الإعلامية كإحدى مفردات مراحل التعليم المختلفة مقررًا خاصًا بالتربية الإعلامية، إذ يؤكد الخبراء أن الشباب وخاصة الذي لم يحضَ بقدر كاف من التعليم إذا كان واعياً ببيئته وملماً بأحداث الساعة، من خلال اطلاعه على الوسائل الإعلامية، وقادرا على استخدام أدوات الاتصال في التعبير عن ذاته، سيصبح مواطنا أفضل تكوينا وأكثر التزاما.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :