اقبل الصيف وجاء ,وأقبلت معه وجاءت مواسم الأفراح , على امتداد الوطن الحبيب , أعراس ,و احتفالات النجاح بالتوجيهي وتخريج للمعاهد والجامعات ,وبكل ما يتخللها من زفه بالسيارات والزوامير وما يرافقها من مكبرات الصوت والألعاب النارية وإطلاق للعيارات النارية والموسيقى الصاخبة , والولائم الفخمة آما عشاء فخم في فندق آو سهره في صالة , أو غداء على مناسف طيب مذاقها في بيوت الشعر آو الصواوين . ولكن هل يدخل الفرح إلى قلوبنا حقا وهل نتشارك الفرح مع الآخرين ونخرج من رتابة الحياة ونسيان الواقع ولو للحظه نرفه بها عن أنفسنا المتعبة , اعتقد جازما… لا… فمعظمنا يذهب للاعراس في بيوت الشعر او الصالات مضطرا لاداء الواجب , لانه مضطر لتنفيذ عقوبة الاستماع إلى الموسيقي الصاخبة التي تصم الآذان, ترافق شخص يثير الشفقة و يعتقد انه مطرب لتستمع إلى الحان وأنغام غريبة ومجموعه من الصبيان يقولون عن أنفسهم بأنهم فرقه رقص آو دبكة . تجلس هناك على مضض لا تستطيع آن تكلم الشخص الذي بجانبك , والذي رايته للتو وكنت لم تراه منذ سنين و وحتى لا تستطيع ممارسه متعه الفرجة فكل الذي تراه لا يطرب ولا يمتع.

لماذا ؟ كل هذا .. وما هو هذا التغيير الذي حصل في حياتنا …. اذكر أننا عندما كنا صغارا ثم شبابا … كان العرس بالنسبة لكل الناس في قريتنا فرصه حقيقية للفرح الحقيقي والسعادة والغبطه والسرور .. الكل يشارك … الكل يغني … والكل يرقص ويلبس ملابسه الزاهية الرجال يلبسون ( الكبر , القمباز , الطقم , المزنوك ) و(القضاضه, الشوره ,الاحليليه , الحطه )
والنساء يلبسن ( الشرش , المد رقه , , الخلقة, ثوب آبو عب ) مع ( الجبة والدا مر , أل كبوته ,الدر أعه , ) لبعضهن مع أبهى ما عندهن من حلي وجواهر .
نعم الكل يشارك بالرقص والغناء على الإطلاق ولا يكتفون بالفرجة فقط فالرجال يصطفون على شكل نصف دائرة يمارسون رقصه السامر ( الرقصة , ألص حجه , الدحيه) رقصه السيف بيد المحو شيه( امراه ملثمة تراقص الرجال بسيف بيدها وتمنعهم به من آن يمسونها آو يقتربون منها ) , والبداع ( شاعر الرقصة ) يبدأ بغنائه الجميل وقصيده العذب
أول ما نبدي بالقول …… نصلي ع.. طه الرسول
آو يقول :
يا ولد دن لي الذلول ….يشداك الريم آو لنه فر
ويردد بقيه الرجال .. هلا هلا بيك يا هلا …لاياحنيفي يا ولد
والشباب يأتي دورهم ..يبدؤون رقصه الجوفية آو الحبل المودع ( رجال بجانب نساء ) في بعض المناطق مع الشبابه آو القربه .. وتستمع إلي أغاني مثل :
يا بو رشيدة قلبنا اليوم مجروح … جرح غميق وبالحشا مستضل
ويمارس الشباب ألد بكه بأنواعها أيضا مترافقة مع المجوز آو الشبابه او القربه
والنساء كذلك لهن أغانيهن ورقصاتهن من الصبايا إلي العجائز من الهجيني والتراويد
مثل
لمي ويا لمي و لميلي مخداتي …..الليلة عندك وباكر من الصبح ماشي
لمي ويا لمي و حشيلي مخداتي …..طلعت من البيت وما ودعت خياتي

ولا ننسى الأطفال فهم مشاركون بكل هذا إما يقلدون الكبار آو يلعبون الطميه آو يأكلون الحلوى آو( يلمون الفشك ) الذي كان يتناثر على الأرض حين كان الرجال الكبار يطلقون النار بالأعراس بمسدساتهم وبنادقهم ( ولكن كانوا على دراية بعمليه الإطلاق واخذ احتياطات الأمان , كان الرامي يبتعد عن الناس ويراقب ما حوله ويتحاشى أسلاك الكهرباء ويصوب بزاوية مناسبة باتجاه الأراضي الخلاء , ثم يقوم بتامين سلاحه ) ( آما في أعراس اليوم رأيت شباب يطلقون النار وهم جلوس على الكراسي لا يكلفون أنفسهم الوقوف , لذلك كثرت الحوادث ) طبعا آنا مع منع إطلاق النار بالأعراس نهائيا , ولن أطلق النار حتى لو ناداني ونا شدني جميع من بالعرس من الصبايا والرجال ( يابو فرد بزنارك ) آو ( لا يامحبوبي يا طلب …. سمعني صوت الردنيه ) لن افعلها أبدا.

ولن أطيل عليكم , العرس أسبوعا كاملا , حيث يبدا اهل العريس ( بشر الفراش اعلانا للعرس , وتبداء التعاليل , ومراسم العرس … ليله الحناء للعروس .. وزفه العروس .. وأناس يعزمون أل جاهه .,, وحمام العريس وزفته … وما يتخللها من نقوط وهدايا للعريسين وسباقات للخيل .. ثم ختام العرس ..( بالقراء) ( غداء عام جماعي كبير , طبعا .. مناسف )

وصدقوني لقد كانت تكلفه العرس اقل بكثير مما يكلف اليوم وخصوصا أعراس الذين يتباهون ويزاودون ويضهرون قوتهم المالية كنوع من الوجاهة الكذابة , وصدقوني آن الفرحة كانت اصدق وحقيقية .