بين بيروت ولندن هل نستعيد لحانا ؟
د. عدنان سعد الزعبي
21-01-2019 10:57 AM
التسويق للاردن استثماريا وعرض المزايا والحوافز والمناخات التي تقدم لرجال الاعمال والمستثمرين نفسها هي محور مؤتمر لندن الثاني .
فهذا المؤتمر يهدف لحشد الدعم من الدول المانحة والمستثمرين الدوليين للاردن للمساهمة بتعزيز قدراته والاعتماد على الذات وتحقيق نمو اقتصادي عادل ومستدام خاصة بعد تعرضه لتحديات صنعتها مسائل الهجرات والصراعات الداخلية في الاقليم وما انعكس من المواجهات السياسية او المواجهات بالوكالة بين الدول الكبرى التي تتسابق على المناطق الجيوسياسية في المنطقة والثروات المختلفة . الجانب الاردني مكلف لاستعراض واقع النتائج للمؤتمر السابق ومدى ملاءمة نتائجه مع واقع وحجم التحدي الحقيقي الذي يواجهه الاردن وبنفس الوقت مدى قدرة الاردن على التحمل ومواقف شرائح المجتمع الاردني جراء ذلك . تعزيز لاستثمار وتشجيعه في الاردن يتطلب مناخات ملائمة للإستثمار وضمانات لحماية رؤوس الاموال وتفنيد الكثير من الغشاوات التي احاطت بسمعة الواقع لدينا وخاصة موضوع الفساد والتشريعات الضريبية المنهكة للمستثمر , ومدى استعداد الاردن للتعامل المرن مع الاستثمار والاعمال .
القطاع الخاص ورجال اعماله يريدان الاستثمار وزيادة مداخيلهم وتنويع استثماراتهم , ويركضون وراء المناخات الاسهل والاقل تعقيدا. وتبرز هنا مسألة الفرص والميزات التي يوفرها الاقتصاد الاردني للمستثمر ليس فقط كمدخل لاسواق الشرق الاوسط بل بزبادة الاغراءات التي تتجاوز الاغراءات الموجودة في دول الاقليم كمصر والخبيج وغيره .
لا شك ان الفريق لاقتصادي برئاسة معالي رجائي المعشر يحمل الملف الناجع , الذي يجب ان يكون ملفا مختصرا مباشرا واقعيا ومبشر , ملف يلخص فرص الاستثمار واغراءاتها في الاردن وضمانات الحكومة لها , جنبا الى جنب مع تنوع هذه الاستثمارات التي تغص بها قطاعات المجتمع الاردني, خاصة وان الاستثمار في مجالات المياه والطاقة والسياحة , والزراعة والصناعة والاعلام .الخ تعتبر من المشاريع الدائمة والمستمرة والناجعة في الاردن خاصة وان هناك عزيمة وإرادة واضحة في تعزيز لتحقيق التنمية المستدامة وبناء المسؤولية الاجتماعية ليكون المجتمع الاردني قاعدة نحو المسؤولية الانسانية ونموذج لها . معادلة الحرية والرغبة في ديمقراطية مسؤولة وسلطة رابعة تحفظ وتراقب وتساهم في حماية الاقتصاد وتعزيز الوعي وتطوير اساليب التفاعل بين شرائح المجتمع على اساس الراي والراي الاخر.
هذا إضافة للنظر نحو المزيد من النمو والاستثمار والاستراتيجية التي يريد منها الاردن الوصول الى دائمية وابداع وتميز . ولا اشك في ان هذه الاهداف وتلك المفاهيم موجودة بالفعل في ذهنية الفريق الاقتصادي برئاسة المعشر وبتناغم كامل مع رئيس الوزراء .
فرص مؤتمر لندن هو اعادة للتاكيد على المعاناة التي تحملها الاردن في سبيل التخفيف عن الشعوب والجماعات المهجرة والطالبة للأمن.
والسؤال المطروح الذي يجب ان نقلع به الى سماء الامة العربية وطرح السؤوال التالي : هل نحن بحاجة قبل هذا الى برنامج عربي ووحدة عربية وتعهدات عربية لمواجهة التحديات , فالواقع بينانه لامفر ولا سبيل إلا بعودة التلاحم , فقد عانت كل الدول العربية بسبب التمزق وأن مصلحتها الان والحفاظ على كيانها للمستقبل هو بعودة الاتفاق , خاصة واننا نعيش بعصر التكتلات فالعمل العربي الفاعل لم يعد مشاعر عربية جياشة بل اساس بقاء ونما تطور المجتمع العربي , فكيف ستكون اوضاعنا لو شكلنا تكتل عربي يعمل من اجل تحصيل النجاح بتعزيز التبادل والتكامل الاقتصادي لرفد المسيرة التنموية في بلادنا .
اساس التنمية هو الاقتصاد والامن وهي غائبة في الوطن العربي نتطلع لغد مشرق ولشعب ما زال يلهث وراء تعون عربي مشترك وتكامل اقتصادي مشترك الذي اساسه التعاضد والتكامل .
لا فائدة من الاجتماعات والمؤتمرات دون نتائج ملموسة فمؤتمر بيروت لا بد وان يكون فاتحة خير لما هو متوقع في مؤتمر تونس الشهر المقبل , سوريا تحتاج لإعمار ولا بد من الفزعة العربية ومشاركة عربية في اعمارها فاساس العودة واللحمة المشاركة الجماعية واعادةة الاجواء الى طبيعتها .