لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم
ابراهيم الحوري
20-01-2019 08:33 PM
يتعجب بعض من الناس حينما يرون، شخصي الكريم جالس في مكتبي، الذي أعمل به، بوظيفة كاتب، إداري، في عمادة شؤون الطلبة، وذلك في جامعة اليرموك، مُلتزم في مكاني،حيث لا أرى، ولا أسمع، ولا أتكلم،وعلى ذلك حيث يعتقدون أن ذلك هو انعزال عن المجتمع، ولا يعلمون أن ذلك، هو سر نجاح من يمتلك عقلية واسعة بالعلم، والمعرفة، و الاتزان في الأفعال، والأقوال ، و الابتعاد عن القيل والقال.
ومن هنا لا أرى، ولا أتكلم، ولا أسمع، وفي مثل الظروف الصعبة التي يُعاني منها مُجتمعنا،و في الكثير من الأشياء التي أصبحت تمُر على عاتقه، أصبحت النتيجة أن حياتنا لا يعيش بها إلا الشخصية المُلتزمة، في العادات، والتقاليد، التي اخذتها على عاتقها، من البيت القاطنة به، وفي مثل الظروف التي يتقيد بها الفرد من المرجح أن تكون الشخصية ذات عقلانية في الكثير من الأمور كيف ؟
حينما تكون الشخصية ذات طابع إنعزال ، عن المُجتمع، فما هي إلا قد ذاقت، طعم الحياة بكل سلبياتها، التي من الصعب لأي شخص قد ذاق طعمها، الا من تذوقها بشكل يصعُب وصفه، حتى كانت النتيجة المستمدة من ذلك هي لا أسمع، ولا أرى، ولا أتكلم .
وفي مُجتمعنا الذي أصبحت به النتيجة معروفة، أن أفضل شيء يعمل على تأديته الفرد، أن يتجنب كل ما قيل فيه من قبل أفراد المُجتمع، وكل شيء قد أدخلهُ في متاهات، ومن شأنها أدت إلى تدهور الشخصية المُحايدة، والتي دوماً تتصف بالشخصية المُسالمة ، و الملتزمة دائماً، بعبارات منسجمة، ب لا أرى، ولا أسمع، ولا أتكلم.