تحدي العولمة والانخراط في اقتصاديات عالمية تعمل على إزالة الحواجز وبناء مؤسسات اقتصادية عابرة للحدود و التي تؤسس من خلال مقاييس معطيات تنافسية في العمالة و البنية التحتية و القوانين و الحوافز للاستثمار . في العالم الذي نحن جزء منه , حيث يجب أن نهتم بالمعايير والمقاييس الاقتصادية التي تتعلق بتقديم فرص أفضل للمواطنين , حيث أن الحكومة تعلن عن شعار ( النهضة ) وهو ما يجب أن يحفز ذلك الانخراط . إذا أردنا اللحاق بركب العمل و التطور , إن حجم البضائع و العمليات التجارية تضاعف من 5 تريليون دولار عام 1990 إلى 30 تريليون دولار عام 2014 .
تعكس المدن المليونية نظرة اقتصادية و اجتماعية و ثقافية متداخلة كمراكز للاقتصاد و الثقافة حيث إننا نرى مراكز الأبحاث و القوى السياسية و العمل الاجتماعي مترابطة مع المؤسسات الاقتصادية التي أصبحت جزءا من ثقافة المدن المليونية , في الأردن عمان و اربد و الزرقاء ..تعد من المدن المليونية التي يجب أن يكون ندرك سمات هذه المدن من حيث إنها مدن تجارية و يدير سكان المدن أهم العمليات الاقتصادية, وتحوي على مؤسسات تعليمية ضخمه مثل الجامعات و مراكز دراسات و تحوي تنوعا ثقافيا يحمل معه قيمه عالية . ولكنها تعاني هذه المدن كما تعاني كل مدن العالم من نسب الفقر و اتجاه العاطلين عن العمل و اللاجئين لهذه المدن كوجهه اقتصادية نشيطه. و مشروع النهضة للحكومة مرتبط بشكل أساسي إدراكنا للمعلومات حول المدن المليونية كوجهة للتنمية و الاستثمار.
إن مفهوم العولمة متعدد بناءا على القطاعات المختلفة حيث أن العولمة من الناحية الاقتصادية هو الانخراط في المشاريع الدولية العالمية والتحرك نحو الرأسمالية العالمية , وذوبان الفوارق الجغرافية والثقافية .ولذلك يصبح التخطيط و التحضير لإنتاج فكر عالمي و قيادة البلديات بشكل يفتح إمامها أبواب التعاون الدولي المشترك , في المقابل إن غياب التخطيط للانخراط في هذا الحراك الدولي سيزيد الفارق بين الدول الغنية و الفقيرة وستكون الفرص المتاحة للنمو الاقتصادي و العلمي و الثقافي مرتبطة بمدى استعدادنا لاستقبال العناصر الفاعلة في العالم و المؤثرة ثقافيا و سياسيا ولعل ثورة الانترنت ابرز أوجه العولمة والتي هي مفهوم شامل متعدد الأوجه يفرق و يوحد العالم.
والمطالبة في استغلال البعد الديموغرافي للمدن من حيث إنها ترتبط بمدن مليونية أخرى من حيث خطط و برامج عالمية يشكل أهمية كبرى في الانتقال إلى بعد جديد في العمل البلدي و إدارة البلديات كمؤسسات منتجه و صانعه للتغيير .
من أهم عناصر تفعيل المدن المليونية وهي المدن العالمية الجديدة وهو إن يستخدم معيار التنافسية كأحد مؤشرات النهضة للمدن في الأردن و اختيار مؤشرات داخلية مثل مؤشر الصناعات المنتجة للوظائف كمثال للاستثمار الخارجي في صناعات الطاقة الخضراء , ومؤشر الإبداع من خلال كمية البحث العلمي , ومؤشر الموهبة من خلال نسب المتعلمين الثانوية , ومؤشر البنية التحتية ومدى فعاليتها وخاصة النقل .
من المهم أن نستطيع أن نعمل من خلال اتحادات البلديات والتواصل وبناء شبكة العلاقات على استغلال العولمة و الاستفادة من مؤشراتها و العمل على تذليل الصعوبات لإنشاء مدن عالمية تستقطب الصناعة و تنتج فرص عمل.