اشاعات وعقولنا ليست "مشاع" !
الدكتور محمد عبدالكريم الحنيطي
20-01-2019 12:16 PM
نعم، عقولنا ليست مشاعاً لأولئك الذين ارتهنوا إلى ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الإجتماعي، من معلومات باتت تتدفق على شكل سيلٍ منهمرٍ لا يرحم عقولنا.
إن الحالة التي مر بها الوطن خلال الأشهر الماضية تستحق الوقوف عليها، خاصة مع سيل الإشاعات الذي ارتهن اليه البعض وبات متداولاً بشكل لافت، وهذه التجربة التي مع تحفظنا على اجراءات الحكومة في التعاطي معها، والبطء في المعلومات والتعاطي مع الوسائل الإعلامية والصحفيين إلا أنها حاولت أن تشكل تجربة عبر منصتها الجامدة الموسومة بـ "حقك تعرف".
ولكن، العبء الأكبر يقع علينا نحن المواطنون، خاصة في الدروس المستفادة من شائعات باتت لا تشكل تحدياً للدولة وحسب، بل للمجتمع ولعمرانه البشري، ومقدرته على الإيمان بقيمه والإيمان بما هو متداول من شائعات بعضها يروي جوانب فسادٍ والبعض الآخر يروي جوانب هروب مستثمرين وسواها من اشاعات ركب أمواجها عاشقي "اللايفات" ممن أثبتت المتابعات أن معظمهم لا يتجاوز حدود الهواية، فعن أي غواية للوطن وبنيه يبحثون؟
لطالما كان الأردنيون ووطنهم مضرب مثلٍ في ما يمتلكون من قيمٍ انتماء صادقة، واستقرار متحقق، ولكن البعض لا يريد الخير للأردن، ويحاول دوماً التشويش على أي خطوة سواء اتفقنا معها أم اختلفنا.
فقد نختلف على الحكومات وآلياتها والمجالس وتعاطيها مع قضايا يومية بالشأن العام، ولكن، علينا أن ندرك أن بلداً فيه ما قيماً وألفةً وسمات تستقرأها في وجوه الأردنيين في الشارع وفي بيوتهم ويومياتهم لا يمكن أن يرتهن للإشاعة.
ندرك عمق الأزمة التي يمر بها وطننا، ولكن علينا أن ندرك بشكلٍ أكبر أن الأردن أكبر من أن يبقى رهين "أقاويل" مشاعة !