مروان الحمود .. اصيل في زمن الردة
صخر النسور
19-01-2019 10:11 PM
نواجه اليوم ردة عن القيم والثوابت نراها ولا نتعجب لها ، كيف لا وهذا زمان الزيف والكذب لكنني أقول بأن السنديان لا يُزَور كما هو الأردن غير قابل للزيف .
الكتابة مدحاً في مروان هو فعلٌ دافعه الحب ، فهو ابن سلاله نقية ضاربة جذورها رجولةً وقدماً وقيماً في أرض البلقاء المباركة فهو الحامل ارث ابيه وجده ، وهو عند وصفه ورسمه وعند قوله وفعله .
عاشقاً للسنديان والجند و الحراثين، مخلصاً للروح الوهاجة في العلم الأردني وقيادته الهاشمية وشعبه الطيب الكريم ، فشيخنا لم ينظر من ثقب الباب إلى وطنه كما قال الشاعر العراقي :
أنا لا أنظر من ثقب الباب الى وطني . .
لكني أنظر ، من قلب مثقوب . .
وأميز بين الوطن الغالب . . والوطن المغلوب.
اللهُ لمن يتنصتُ في الليل على قلب!
أو يسترق السمع الى رئتيه !
وطني لم يشهد زورا ، يوما..
لكن شهدوا بالزور عليه..
نعم يا أبا العبد شهدوا بالزور عليه وكنت أنت الحريص الذي لم يرتد ولم يساوم واصغيت السمع جيداً إلى قلبك ورئتيك فنبضك من دقات هذا البلد الطيب وأنفاسك من زيتون السلط الشامخ الذي ما خان مهما خانه الدهر والرجال ولسان حالك يردد قول وصفي التل ((ان الذين يعتقدون أن هذا البلد قد انتهى واهمون، والذين يعتقدون أن هذا البلد بلا عزوة واهمون كذلك، والذين يتصرفون بما يخص هذا البلد كأنه (جورعة) مال داشر واهمون كذلك، والذين يتصرفون كالفئران الخائفة على سفينة في بحر هائج سيغرقون هم كما تغرق الفئران وستبقى السفينة تمخر العباب إلى شاطئ السلامة".
أما الذين انكمشوا على أنفسهم وما عادت بوصلتهم إلا باتجاه مصالحهم الضيقة فهم كأوراق خريف يتساقطون وحدهم ، قال تعالى (( أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء) صدق الله العظيم .
لدى أهل السلط دوماً سؤال معهود (( أبو العبد حضر؟)) يكفيهم أنه حضر عندها تحضر السلط في قلوبهم وكأنهم حاضرون جميعاً .
وأبو العبد يمثل التعددية وروح الريحان وصلابة السنديان ويمثل الحديقة في مهابتها الرقيقة وعبق الياسمين وقبول الآخر ، دقات أجراس وتهليلات صبيحة عيد ، إنه واجهة البلقاء وجبينها الطاهر ونحن في واقع معتم نحتاج إلى سراج ينير عتمة الدروب وظلام الطريق .
ومن مثل أبو العبد (( زيتونة ضاربة في جذور الحضارة والرجولة ) أيقونة البلقاء ودفء السلط
إن الزعامة والطريق مخوفة غير الزعامة والطريق امان
وهكذا كانت درب ابو العبد دوماً مخوفة ولكنه ابن الصعاب منذ رئاسته لبلدية السلط سنة الكرامة والعزة عام 1968 عندما ضبط المزاج العام والوحدة الوطنية بمشاركة الرجال من أهل البلقاء عام 1970 فهو دائماً منذ نشأته يشكل حالة للضمان وحكاية النسق والتنوع الفكري والحضارة موروث طيب ونعم الوارث والموروث .
وسنبقى في البلقاء نردد:
(بيت الكرم والجود شيخ البلقاء يا ابن حمود )