facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




قضية للنقاش .. عقوبة الإعدام .. وجرائم الأحداث !!


11-05-2007 03:00 AM

د . حسين الخزاعي
تعتبر الجريمة والسلوك الإجرامي من أوسع الظوهر وأعمقها التي تناولتها الدراسات الاجتماعية ، وبحثت في غمارها ، ووضعت النظريات المتعددة المفسرة لها . وقد خلصت هذه الدراسات والنظريات إلى القول : " إن المجرم ليس ظاهرة فردية منعزلة، وإنما هو نتاج مجتمعه ، فالمجرم عضو في جماعة ، وجريمته هي سلوك يخالف ما ترتضيه الجماعة من قيم وعادات واعراف ، وهي فعل لا تقبله غالبية افراد المجتمع ، ولمعرفة سبب ارتكاب المجرم لهذا الفعل لا بد من دراسة العلاقة بينه وبين المناخ الاجتماعي ، وتحليل طبيعة السلوك الإجرامي الذي يتكون من خلال هذه العلاقة .أسوق هذه المقدمه للإشاره إلى الحديث الذي يدور بين الفينة والأخرى حول إلغاء عقوبة الإعدام ، وتركيز العديد من البرامج الاعلامية على هذا الموضوع ، بمشاركة العديد من المسؤولين والكتاب والباحثين الذين يدلون برأيهم حول هذا الموضوع .

ولعل الموضوع الذي يستحق التوقف والإشارة اليه ، والغائب عن المناقشات والمقالات والتحليلات ، هو موضوع الجرائم المرتكبه من قبل الاحداث ، وأشير هنا إلى النقاط التاليه :
أولاً : تعريف " الحدث " استناداً إلى نص الماده ( 2 ) من قانون الأحداث الأردني رقم 24 لسنة 1968 م وتعديلاته لسنة 2002 بأنه " كل شخص أتم السابعه من عمره ولم يتم الثامنة عشر ذكرً كان أم أنثى " .

ثانياً: خلال الفتره 2000 - 2005 ، بلغ عدد الجرائم المرتكبه من قبل الأحداث 34618 جريمه من مجموع 244935 جريمه على وجه العموم .

ثالثاً : شكلت الجرائم المرتكبة قبل الأحداث نسبة ( 15%) من اجمالي الجرائم التي ارتكبت في الأردن حتى نهاية عام 2005 . وهي نسبة متذبذه وليست ثابته . إذ وصلت الى ( 21%) في العام 2003 .
رابعاً: تبلغ نسبة مرتكبي جرائم من الأحداث الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة حوالي ( 36% ) ، في حين تبلغ تبلغ نسبة مرتكبي هذه الجرائم بين من تتراوح أعمارهم (15-17) سنه ( 64% ) .

خامسا ً: نسبة مرتكبي الجرائم الأحداث من ذوي المستوى التعليمي " أساسي وأمي" هي حوالي 71 % . وهذا يدفعنا إلى السؤال عن قوانين التعليم الإلزامي ؟ وقضايا التسرب المدرسي ، وجية تطبيق القوانين المتعلقة بها ، إذ إن هذا التسرب يساهم في دفع الأحداث إلى ارتكاب الجرائم .

سادساً : يتصدر الجهل السبب قائمة الأسباب الرئيسة لارتكاب الجرائم من قبل الأحداث ، وتليه التربيه الخاطئه ، ثم الأسباب المتعلقة بعدم التوافق الأسري .

سابعاًً : تشير المادة ( 18) من قانون الأحداث الأردني إلى "عدم الحكم بالاعدام أو الاشغال الشاقة على حدث " . واذا ما اقترف الحدث جناية تستلزم عقوبة الاعدام ، حكم عليه بالاعتقال مدة تتراوح بين 6 – 12 سنه .

واشير الى أن عدد جرائم القتل المرتكبة من قبل أحداث خلال الفتره 2000 - 2005 بلغت 44 جريمة منها 3 جرائم ارتكبت من قبل اناث .أما جرائم الشروع بالقتل ، فقد بلغت خلال نفس الفترة 142 جريمة ، في حين بلغت الجرائم التي تسببت في الوفاة 29 جريمة .

ثامناً : يبلغ عدد القوانين التي تتضمن عقوبة الاعدام ستة عشر قانوناً .

تاسعاً : تأسست محكمة الجنايات في الاردن في العام1975 ، ومنذ ذلك التاريخ ولغاية الآن تم اصدار وتنفيذ ما يزيد عن الف قرار بالاعدام . فهل قلت نسبة الجرائم ؟ وهل ساهم حكم الاعدام في تخفيض عدد جرائم القتل في الأردن ؟.

عاشراُ : اما بخصوص قضية الثأر من المجرم ، فأن هناك من يأخذ بثأره حتى لو حكمت المحكمة بالاعدام على القاتل ، ويؤخذ الثأر احياناً من غير المجرم ، إذ هناك قضايا ثأر كان ضحيتها اشقاء المجرم أو اقاربه من الدرجة الأولى .

وأرجو أن لا يظن القاريء أو يتبادر الى ذهنه بأني اطالب بأنزال عقوبة الاعدام بالأحداث ، بل على العكس تماماً ؛ أي المطالبة بالغاء عقوبة الاعدام ، بأستثناء العقوبات الصادرة بحق الجرائم التي تقع على امن الدولة ( خيانة الوطن ، الفتنة ، الارهاب ، .... ) والتي تعالجها المادة (110) من قانون العقوبات رقم 16 لسنة 1960 وتعديلاته .

وأخيراً ، فأني أطالب بالتركيز على قضايا التوعية والتثقيف ، والتعليم الإلزامي ، المهني والاكاديمي ، واتباع الوسائل كافة التي تشجيع الطلبة على الأستمرار في مدارسهم وعدم التسرب منها ، وبالتالي تركهم للضياع ، واقدامهم على ارتكاب جرائم وهم في زهرة شبابهم ، وصولا الى احترافها في مستقبل عمرهم .

واطالب بالدراسة المتعمقة ، والبحث والجيد لجميع الحالات التي تحكم سنوياً بالاعدام، والتي لا تزيد عن ( 35) حالة . واخذ البعد الاجتماعي والبيولوجي والنفسي والصحي في عين الاعتبار عند تنفيذ هذه الدراسات . لنصل جميعاً الى رأي صائب جامع مانع حول هذه الموضوع .

ohok_90@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :