تابعت مقابلة الأمير مولاي هشام بن عبدالله بن محمد الخامس ، ابن عم الملك محمد السادس ملك المغرب ، على قناة BBC العربية في برنامج المشهد ، فوجدت نفسي استمع لأمير حضاري مثقف ذي رؤية تقدمية ومبادئ إنسانية وعمق فكري . لقد تحدث عن التاريخ المغربي الذي أعرف بعضه بحكم دراستي في المغرب . تناول الأمير تفاصيل العلاقات الأسرية الملكية وتحدث عن الديموقراطية التي ينادي بها وانه دعا ابن عمه لتبنيها وخلاصتها " الملكية الدستورية " التي تمكن القوى السياسية ومن خلال برامجها وعبر قانون انتخابات حضاري تتسابق فيه القوى السياسية لسدة الحكومة . لقد أكد ان الانتخابات في المغرب ( ظاهرها الشفافية وباطنها التزوير ) لان قانون الانتخاب لا يسمح لأية قوة بالوصول الى الأغلبية فهو قانون مفصل من دهاقنة يتحكمون بالمستقبل مما يعني دخول الفئة الفائزة في تفاهمات تطيح بالبرنامج السياسي وتتحول معه عملية الاصلاح الى تقاسم الكعكة دون فائدة ترجى على ارض الواقع !! لاحظوا انه يوجه نقده للتجربة المغربية التي ينظر بعضنا اليها بإعجاب حيث تداول الاستقلاليون والاشتراكيون والاسلاميون على الدفة الحكومية ولا أدري ماذا يمكن أن يقول فيما يجري عندنا حيث يتناوب على الدفة الحكومية أشخاص إما ورثوا السلطة أو عبر العلاقة الشخصية أو جاءوا من نواد دولية دون ثقل سياسي يمثلونه ولا قوة شعبية تسندهم ولا فكر سياسي ينتمون اليه ؟!
ما قاله الأمير صُلب الاصلاح فليست دفة الحكومة جائزة يتم منحها لهذا او ذاك بل لنهج يحافظ على البلاد والعباد ويسير بخطى ثابتة نحو التقدم للمستقبل فبضاعة الأمس لا تصلح لليوم بل هي غذاء فاسد يراكم المديونية ويزيد الشللية ويغرق الناس في النفاق والعبودية .
كلام الأمير أمير الكلام ويستحق المشاهدة