ابتداء من صباح الأحد ثبت أن اعتصام عمال الميناء في العقبة لم يكن بحاجة الى أكثر من سيارة لشرطة النجدة تقف بعيداً, وكما هي عادة هؤلاء العمال المظلومين فإنهم يمارسون احتجاجاتهم بدرجة عالية من الانضباط والأداء المحترم.
لكن ماذا بعد? فالحلف الآخر لا يزال "صامداً", وهو حلف يضم القطاعين العام والخاص في تجربة عشق فريدة, فهو يشمل الحكومة ممثلة بوزارة العمل والأجهزة الادارية في المحافظة الى جانب مؤسسة الموانئ ومنطقة العقبة الخاصة وقيادة الاتحاد العام لنقابات العمال وعناصر أخرى أقل شأناً التحقت بهذا الحلف.
بالأمس بدأت تظهر بعض الآراء التي تميل الى تحميل العمال مسؤولية توقيف العمل, وتحدثت بعض الصحف عن أن العمال "تنصلوا" من الاتفاقات, كما فطنت وزارة العمل الى ضرورة احترام النقابات كممثل للعمال, وأن على عمال الميناء ان يقبلوا بما قبلت به نقابتهم التي عقدت اتفاقاً قانونياً بينما هم ينفذون اعتصاماً غير قانوني لأنه لم يتم عن طريق النقابة, وهو أمر سيضحك منه أغلب العمال كثيراً لأنهم ظلوا طيلة ثلاث سنوات يسعون وراء أي نقابة لكي تعترف بهم دون جدوى, ولم يسمع لها صوت الا بعد التكليف الحكومي.
بغض النظر عن مصير الاعتصام وعن الموقف الذي سيتخذه العمال المعتصمون الذين يؤسسون ويطورون هناك تجربة نقابية جديدة وشجاعة لا يحركهم فيها سوى حسهم بحقوقهم, فمن المهم التذكير بأن سلاح تعطيل العمل هو سلاح مشروع من الناحية الأخلاقية وهو آخر الأسلحة التي يلجأ اليها العمال, وهذا ما تؤكده تجربة البشر في العالم المعاصر.
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net