facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الحزن الأزرق


رانيا اسماعيل
17-01-2019 12:19 PM

بعد تساقط أوراق الخريف وبداية الشتاء واستمراره ، يعتقد البعض منا أنه يعيش شخصية مختلفة تتميز بحدية المزاج، وببعض المظاهر السلوكية والعاطفية، التي قد لا يستطيع تبريرها، رغم تفهم البعض منا سبب حدوثها .
وهذه الحالة منتشرة بين الناس وبنسبة لا بأس بها، و تسمى باكتئاب فصل الشتاء، أو الشجن الشتوي، أو الاكتئاب العاطفي الموسمي، حيث يظهر على الشخص أعراض معينة تجعله مصاب ( بالحزن الأزرق) بلغة الأدب . ومن هذه الأعراض : الشعور بالحزن والاكتئاب، انخفاض مستوى النشاط، صعوبة الاستيقاظ باكراً ، حيث يشعر الشخص بأن انتاجه ضعيف مقارنة بالفصول الأخرى، والميل للإكثار من تناول الطعام وخاصة الكاربوهيدرات مما يعمل على زيادة الوزن، الشعور باليأس وفقدان الأمل ولوم الذات، حيث يركز الشخص تفكيره على الجوانب السلبية، ويبدأ التفكير بتفاصيل مشاكله الإجتماعية وأزماته وتعثراته، كما يميل إلى الإنغلاق بالعلاقات الشخصية. وهذا كله يعمل على خفض الطاقة الجسدية والنفسية، وفي بعض الحالات يحصل انخفاض بالطاقة الجنسية (الليبيدو) مما قد يؤثر على العلاقات بين الأزواج.و الاكتئاب الشتوي يحدث للجميع دون استثناء ولكنه يزيد عند النساء، وقد يصيب الأطفال والحيوانات
إن أسباب حدوث الحزن الأزرق هي لغز محير لعلماء النفس، فليس هنالك سبب محدد بعينه، فالعمليات الوراثية والبيولوجية الكيميائية والعصبية والبيئية قد تتداخل معاً . كما أن الانخفاض بمستوى ضوء الشمس يسبب انخفاض بمستوى هرومون السيروتينين ، مما يؤدي للشعور باليأس والإحباط. وقد يؤثر انخفاض ضوء الشمس بالساعة البيولوجية للشخص. كما أنه يعمل على زيادة هرومون الميلاتونين الذي يزيد بالجسم ويسبب الرغبة بالنوم، بالإضافة لتوفر عوامل الخطورة بحياتنا كالتاريخ العائلي المرضي، والإصابة من الأساس ببعض أنواع الاكتئاب الأخرى.
.
إن الاستسلام للحزن الأزرق يزيد الأمور سوءاً. أمور بسيطة قد تساعدنا على التخفيف من حدته، فقد يكون ما بين الخفيف إلى المتوسط إلى الشديد. و من الضروري ممارسة الرياضة والمشي ، حتى ولو لفترات قصيرة، كما أن الاهتمام بنوعية الغذاء كالمواد التي تحتوي على الحمض الأميني الموجود بالسمك والجبنة البيضاء والشوفان، والحفاظ على نسبة معينة من الكالسيوم بالدم والعديد من المواد والعناصر الغذائية تسهم برفع الطاقة و تعمل على التخفيف من العصبية والكآبة ، و الخروج والتفاعل مع الأصدقاء وزيادة النشاط اليومي والتعرض لأكبر قدر ممكن من ضوء الشمس يفيد كثيراً في تحسن هذه الحالة، كما أن الحديث مع الآخرين بخصوص هذا الحزن له تأثير إيجابي، حيث ينقل الشخص خبرته ومشكلته وهمومه ، ويشاركها مع الآخرين، ويتلقى بنفس الوقت الدعم والمساندة الإجتماعية منهم.أما عندما تكون حالة الإكتئاب الشتوي شديدة ، فهي بحاجة لتدخل علاجي حتى لا تؤثر على حياة الشخص المهنية وأدائه اليومي .وحتى لا يتحول الحزن الأزرق إلى اسود .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :