عمون- دعا نائب رئيس الجمعية الفلكية الاردنية الباحث في الفيزياء النظرية والفلك الدكتور عمار السكجي، الى إنشاء وكالة فضاء عربية تنضوي تحتها جميع القدرات والامكانيات العلمية والمالية العربية كون علوم استكشافات الفضاء مكلفة جدا ولا تستطيع دولة عربية واحدة ان تقوم بها منفردة.

وفي محاضرة بعنوان "الأبعاد العلمية والاستراتيجية للمشروع الصيني في غزو القمر"، القاها مساء امس الثلاثاء في مقر الجمعية الفلسفية الاردنية بعمان، لفت الدكتور السكجي؛ الى أنه تم انتخاب الاردن عام 2018 في جلسته المنعقدة في فيينا، عضو عامل في الاتحاد الفلكي الدولي الذي تأسس عام 1919 ويضم في عضويته 80 دولة والمئات من المنظمات والهيئات الفلكية، وذلك تكريما لدور الاردن في تنمية علوم الفلك وتطبيقاتها في المنطقة العربية متمثلة بالجهود التي يقوم بها المركز الجغرافي الملكي الاردني، والاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك والجمعية الفلكية ألاردنية ومركز تنمية الفلك ومركز الفيزياء النظرية والفيزياء الفلكية وغيرهما من المؤسسات الفلكية في الاردن.

واشار إلى أن هذه المحاضرة مسجلة ومصنفة ضمن فعاليات الاتحاد الدولي للفلك وموجودة على قاعدة بياناته باسم الجمعية الفلسفية الاردنية. وقال ان من النواحي الايجابية للسباق والمنافسة المرتقبة بين الصين والولايات المتحدة الاميركية قد تؤدي الى التقدم في التكنولوجيا واستكشاف الفضاء وزيادة المعرفة بالكون، مثل اول سباق فضائي جرى في فترة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، مشيرا إلى ان هناك سؤالا بدأ بالظهور حول اعتبار هبوط المسبار الصيني تشانجي 4 في الجانب البعيد (الجزء المظلم) من القمر في الثالث من الشهر الحالي، والذي يعد سبقا فضائيا للصين تجاوزت فيه روسيا واميركا، بداية سباق فضاء جديد.

وأشار إلى أن الباحث الاميركي في سياسات الفضاء ويندي ويتمان كوب يجيب بنعم او لا معا إذ يشير إلى أن بعض المسؤولين الاميركان ومنهم الامين التنفيذي لمجلس الفضاء القومي سكوت باس الذي رغم انه يعبر عن تفؤل حذر حول إمكانية التعاون مع الصين الا انه لا يرى ان الانجاز الفضائي الصيني يعلن عن بداية سباق فضائي جديد. وتحدث المحاضر عن برنامج الفضاء الصيني والذي انطلق في عام 2007 بالمسبار تشانجي1 وصولا الى تشانجي 4، مبينا أن مفردة "تشانجي" باللغة الصينية تعني آلهة القمر والمستلهمة من الاساطير الصينية القديمة. وبين أن البرنامج الصيني لاستكشاف القمر "تشانجي" حقق في بداية الشهر الحالي وبنجاح منقطع النظير هبوطا على الجانب البعيد من القمر وهذه الرحلة تعتبر نقلة نوعية في علم الفضاء والفلك ويعتبر هذا الهبوط الاول في تاريخ البشرية لما فيها من صعوبات كبيرة وأهمها اشكاليات الاتصالات والتحكم في الهبوط لأن الامواج الكهرومغناطيسية تسير بخطوط مستقيمة مما اضطر الصينيون لوضع قمر صناعي اخر يدور حول القمر لضمان عدم انقطاع الاتصال مع عملية الهبوط.

واوضح أن البرنامج الفضائي الصيني يتمثل بادارة الفضاء الوطنية الصينية التي هي عبارة عن وكالة الفضاء الصينية الوطنية ومسؤولة عن برنامج الفضاء الصيني وكذلك لتخطيط وتطوير النشاطات الصينية وتتعاون مع مؤسسة الصين للعلوم والتقنيات الجوفضائية.

وبين من أن اهداف الوكالة الوطنية الصينية للفضاء؛ تحسين وتطوير مكانة الصين في علوم الفضاء، وانشاء محطات فضائية مأهولة، وانشاء قواعد في القمر، ومهمات غير ماهولة الى المريخ، واستغلال الفضاء بين الارض والقمر للتنمية الصناعية وبناء أقمار صناعية تعمل بالطاقة الشمسية في الفضاء والتي تطمح الصين ان تزود الارض بالكهرباء.

كما بين أن اهداف المسبار "تشانجي 4" تمثلت بقياس التركيب الكيماوي للصخور والتربة القمرية، وقياس درجة حرارة القمر خالل المهمة، وتعزيز علم الفلك الراديوي (مراقبة ألامواج الراديوية المنخفضة) وعمل ابحاث باستخدام التلسكوبات الراديوية، ودراسة الاشعة الكونية، ومراقبة الاكليل الشمسي ومعرفة خصائصه الاشعاعية واليات عمله، استكشاف تطور ونقل الكتل الاكليلية المقذوفة بين الشمس والارض، لافتا الى ان خصوصية الجانب البعيد من القمر تأتي من انه لا يقابل وجه الارض إطلاقا خلال دورانه حول محوره وحول الارض ما يعني انه لا يتعرض لاشعاعات راديوية واموج كهرومغناطيسية قادمة من الارض ممكن ان تؤثر على دراسات تربة القمر

بترا