التواصل عبر العالم الافتراضي!
عصام قضماني
16-01-2019 12:03 AM
يكتفي بعض الوزراء والمسؤولين بتكثيف نشاطهم على مواقع التواصل الإجتماعي حتى أن بعضهم يعتبرونه عملا ميدانيا وكفى.
ليس من الحكمة أن ينغلق المسؤول على هاتفه فيخاطب الناس ويرد على إستفسار هنا وسؤال هناك دفع به الى هاتفه أو صفحته على موقع تواصل إجتماعي ما شخص ما في العالم الإفتراضي ، فلا يخرج من مكتبه إلى الميدان، ولا يذهب إلى مركز الحدث ولا يزور الدوائر التابعة له، ولا يستقبل المراجعين ولا يذهب إليهم..
الباب المفتوح للمسؤول هو نصف الحل لكن بعض الوزراء يعتبرونه مضيعة للوقت بينما أن توافقا حصل على أن نصف أسباب وقوع المشاكل وسوء الفهم هو الإتصال المفقود .
أعرف وزراء لم يبادروا حتى اللحظة الى زيارة الدوائر التابعة لهم ويعرفون مدراء تلك الدوائر بالصور وأسمائهم عبر الكتب الرسمية.
زيارة المسؤول الى دوائر تابعة له ليست مطلوبة لبسط سلطة ولا على سبيل المجاملة، إذ يجب على المسؤول أن يذهب ولديه ما يقوله ومن حق المرؤوسين معرفة التوجهات وشرحها لهم هي مهمة الوزراء لأنهم سيسألون عنها من المواطنين.
نريد من الوزراء أكثر من مجرد عقد لقاءات في قاعات وغرف مغلقة، فالميدان يعني الشارع ومواقع الخدمات كل حسب مهامه.
ربما سيحتاج الوزراء الى زيارات مفاجئة حقيقية وليست مصطنعة، وإلا ما معنى أن ينشر الإعلام خبرا عن زيارة الوزير بمجرد وصوله.
حتى لا تأخذ الزيارات المطلوبة طابعا شعبيا يفترض بالوزراء أن يحملوا الى الناس حلولا للمشاكل وأن لا تقتصر هذه الزيارات على المؤسسات ضمن ولايتهم، أو على جلسة يحاور فيها الوزير المسؤول الأدنى منه، أو لقاء يجمعه بمؤسسات القطاع الخاص يستعرض فيه قدراته في محاضرة مملة.
إن كانت نتائج كل الإجتماعات والزيارات إيجابية ونهايتها غالبا ما تكون بلقطة تذكارية تتابع دوائر العلاقات العامة والإتصال نشرها صحف في اليوم التالي بإلحاح، فلماذا هذه الزيارات إذا؟. .
طالما أن الحكومة تشكو سوء فهم قراراتها ذات العلاقة بالناس وانشأت للتوضيح والرد منصات إلكترونية لسد ثغرة ضعف تسويق وشرح هذه القرارات، فمن الأجدر أن يكون تبادل الفهم عبر تفاعل مباشر وأعتقد أن الحكومة الآن وهي تنفذ برامجها في حاجة ماسة إلى التفاعل مع الناس لإنجاح هذه البرامج.
حتى الآن يمارس رئيس الوزراء هذا الدور وحيدا، ولا يقتفي عدد من الوزراء الأثر.