استغلال ثقة المستثمرين في البورصه
سعيد العبسي
04-08-2009 03:31 PM
من المتعارف عليه بموجب قوانين البورصات انه لايجوز الا للشركات المرخصه ان تمارس العمل كوسيط في البورصه فيما بين البائع والشاري للاسهم المتداوله فيها ولهذا فجميع البورصات قد اشترطت ان لا تتم ايه صفقات بيع او شراء الا من خلال شركات الوساطه التي يشترط القانون ان تكون مؤهله وعلى درايه كافيه للقيام بعملها خير قيام.
وبطبيعه الحال تقوم شركات الوساطه بممارسه مهنه الوساطه في الاسواق الماليه مقابل ان تاخذ نسبه محدده بموجب القانون من الصفقات التي تعقدها لصالح عملائها لقاء خدماتها في تنفيذ اوامر البائعين والمشترين وتامين عمليات البيع و\او الشراء بحسب الاصول القانونيه وتسجيل هذه العمليات واحضار شهادات الاسهم والتاكد بان كل شيئ قد تم وفق القانون .
والى جانب خبره ودرايه شركات الوساطه وجمله الخدمات المتميزه التي تقدمها لعملائها فان عنصر الثقه يلعب دورا مهما في ان المستثمر يتجه لطلب مجموعه الخدمات والنصائح والارشادات التي تقدمها له والا بكل بساطه سيتجه الى اخرى وبالتالي فان عنصر الثقه عنصر مهم وعلاقه ايجابيه فيما بين المستثمر ومابين شركه الوساطه فهناك الكثير من شركات الوساطه يعطي هذه المساله جل اهتمامه ورعايته لانه ببساطه يعي ان مساله الثقه تعكس ايضا جانب من الامانه والحفاظ على سريه التعاملات وعلى المحافظه على الاموال المستثمره بل وتنميتها والسعي الدؤوب من اجل تجنب تعريض المستثمر الى اي خسائر الا ماكان يصعب التنبؤ به.
ولكن هناك البعض والذي يقوم باستغلال ثقه عملائه فيقوم بعمليات بيع وشراء متكرره لنفس العميل عن قصد لتحقيق اعلى نسبه من العوائد لشركته من نسبة العموله التي يتقاضاها على الصفقات التي يبرمها والتي تزداد كلما قام باجراء عمليات بيع وشراء اكثر ضاربا عرض الحائط بمصلحه عملائه وبعدها يقوم بتقديم التبريرات الكثيره لعملائه عما قد يكون لحق بهم من خسائر من جراء تصرفاته المخالفه للاصول ولقواعد الامانه والثقه.
والبعض الاخر قد يعمل عن قصد بنشر الشائعات والاخبار تجاه اسهم شركه او شركات معينه بهدف ان يجد له فرصه في اقناع بعض من عملائه لان يتخلصوا من اسهم شركه معينه او من اجل ان يشتروا اسهم شركه معينه وكل هذا بهدف وحيد هو ان يعمل على اتمام الصفقات بهدف الحصول على ايرادات اعلى لشركته بغض النظر عما قد يلحق بالمستثمر صاحب الاموال من خسائر.
ومن اجل سرعه تنفيذ الصفقات عند عمليات الشراء او البيع فان بعض شركات الوساطه تعمل على ان تاخذ تفويضات من عملائها وبناءا عليها تقوم شركات الوساطه بتنفيذها عندما تشعر بان هناك فرصه مناسبه للبيع او الشراء لصالح عملائها وهنا تلعب مساله الثقه والامانه دورا مهما وحيويا في ان تعمل شركات الوساطه وفق الاصول وبان يبقى هدفها دوما مصلحه عملائها بحيث تعمل على الشراء في الوقت والسعر والسهم الجيد وان تبيع في اللحظه المناسبه من حيث الوقت والسعروبحيث دائما تراعي مصلحه وحق المستثمر في ان يحقق العائد المناسب وفي حمايه حقوقه وهذا ماتعمل عليه الشركات ذات السمعه والخبره والدرايه الطيبه والتي تضع مصلحه المستثمر اولا واخيرا وتجعل من ثقته بها مساله لا تجاريها ايه مصلحه .
ان استغلال ثقه العملاء لمصالح خاصه وضيقه هي من التصرفات المرفوضه في كل الاسواق الماليه واذا مااثبتت فان القانون يلاحقها واكثر من ذلك انه ومع الوقت سيكتشف المستثمرون اولئك المستغلون ويبتعدون عنهم شيئا فشيئا وسيكون الفشل من نصيبهم واما اولئك الذين يعملون على حمايه ثقه عملائهم ويعملون لصالح تنميتها وتعزيزها فانهم يكسبون ثقه عملائهم لان يستمروا و يتواصلوا معهم وبان تزداد اعمالهم الصالحه وبذلك تزداد عوائدهم وايراداتهم ولكن بطريقه قانونيه واخلاقيه .
salabsi@yahoo.com