فنانون في أبوظبي: مبدعو "القط السمين" والجمال في القبح وهويات المدينة
15-01-2019 06:28 PM
عمون - ناقشت مجموعة من الطلاب والفنانين الشباب، ضمن حلقات نقاش فنية تعقد في السعديات وجامعة نيويورك أبوظبي، وعلى هامش معارض فنية حول إمارة أبوظبي، ممارسات الجمال في العملية الإبداعية اليوم، وهويات المدينة وانعكاسها على الفنون والتصميم، وبعض أبرز الأعمال الفنية الحديثة عالمياً، والتي تشكل حراكاً شعبياً إلى حد كبير فيما يخص الذائقة العامة للإبداع والابتكار فيه على منصات التواصل الاجتماعي والمدونات.
والتقى 24 بعض الطلاب والفنانين الذين عبروا عن رؤاهم الخاصة فيما سبق.
المصور والرسام
ويقول الفنان الشاب، مارتن لينغدون، الذي يدرس الإبداع المعاصر في رسالته للماجستير: "أميل لكل ما هو بالغ الحداثة في الفن، وما قد لا يعتد به ضمن الدراسات الفنية أو المعارض الكبرى، فأنا أؤمن بوجود الفن في كل مكان، وكثيراً ما تفتننني أعمال فنية قد يطلق عليها البعض ممارسات إبداعية بسيطة أو فناني مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات، ولكن أرى في متابعات الجمهور لها قاعدة وأفق أوسع، وهذا هو الفن برأيي بالإضافة طبعا لما يعتبر فن المثقفين أو المتخصصين ممن فهموا تاريخ الفن ودراساته".
ويضيف لينغدون: "مثلاً أنا أعتبر نفسي فناناً يجد نفسه في قوالب موازية نوعاً ما، مثل "فن القط السمين"، وهو قط بدين اشتهر على مواقع التواصل والمواقع الفنية الأشبه بالمدونات، بعد إضافة صوره للوحات كلاسيكية شهيرة، ومنها إلى حركة فنية يدمج فيها المصور والرسام قدراتهما لشتى أنواع التعبير، وهذا ما أميل له ولتجربته أخيراً".
الدمامة.. حلقة مفقودة
وتقول الفنانة، أسماء الشامسي: "ممارسات الجمال في العمل الإبداعي في العالم المعاصر غنية ومتنوعة حد يصعب حصره، وأحاول في دراستي للفن المعاصر الإلمام بأبرز هذه الممارسات، إلا أني أرى أنه في كل فترة يولد أسلوب مميز في عرض الجمال فنياً، وشخصياً أحاول التعبير في لوحات زيتية عن الجمال الكامن في القبح أو الدمامة، أو الأشياء التي نراها عادة منفرة بشعة أو مثيرة للخوف أو سائر السلب في مناحي الحياة والأشياء من حولنا، وحتى في تلك التي نراها شراً صِرفاً، أريد أن أبرز جانب الجمال فيها بشكل ما، أو في حالات أخرى إبراز الجمال الذي قد تستدعيه بمثولها في الوجود عموماً".
ويقول الطالب الإماراتي، زايد الحمادي: "فيما يخص الهوية المرئية للمدينة، مثلاً أبوظبي والإمارات عموماً، لا يمكن إغفال طابع فنانين كبار مثل حسن شريف وعبد القادر الريس وابتسام عبد العزيز ومحمد المزروعي وغيرهم الكثير، لكن بالنسبة للأجيال الجديدة في الإمارات من مختلف الثقافات يصعب أن تحدد هوية مرئية للمدن في البلاد فنياً، ويعود ذلك برأيي لندرة المعارض الدورية التي تشكل حراكاً وتنال حضوراً من هؤلاء الأجيال، وكذلك افتقاد فن الشارع كما يجب، وحتى حين تراه في دبي مثلاً، لازالت هناك حلقة مفقودة في ربط المجتمع الشاب بالفن وهوية الإمارات كذلك".
ميلاد الأحلام
ويقول الطالب والفنان الشاب، إيرون فالينكي: "أعمل رفقة مجموعة من زملائي على دمج وسائل الاتصال المرئي بالفنون كما نراها، وتشكيل تصاميم مبتكرة وذكية تلامس شيئاً في كل مشاهد، كهوية مشتركة بين المختلفين هنا في الإمارات مثلاً، أشعر أن هذا تحدٍ عذب جداً رغم صعوبته".
ويضيف فالينكي: "كون الإمارات، وأبوظبي ودبي تحديداً أصبحتاً كعلامة مسجلة عالمياً، وتقود إمارة أبوظبي حضوراً فنياً واعداً في محافل دولية وتجذب كبار المتخصصين والفنانين حول العالم، فإن هويتها بدورها تشكلت لتعد بمثابة رمز حضاري، من وحي الصحراء والحداثة ورؤى المستقبل والتحديات وميلاد الأحلام، كل هذا وأكثر ينمي بيئة خصبة للفنانين اعتماداً على ذلك".
انصهار الثقافات.. طبعة دولية
ويقول الفنان التشكيلي، ماتيس إينسوا: "هناك نظريات متعددة حول الجمال والهوية في العمل الإبداعي، ويتجلى دور الفنان في ذلك كجزء من عملية تبادلية، كونه متأثر ومؤثر بخلاصة ما ينتجه عبر ترجمة هوية المدينة وانعكاسها وتجلياتها على عمله وتفاصيله، فمثلاً نشهد في أبوظبي نمواً في الحركة الفنية وجمهورها عموماً، لكنها حالة خاصة، مع انصهار الثقافات المتعددة فيها، وتفاعل تلك الزائرة في المعارض والمنتديات والقمم الثقافية والفنية، ويطبع الشباب في الإمارات كل ذلك بروح فريدة خاصة في عملية تبادلية بدورها".
وتقول الفنانة ميثاء عبد الله، المتخصصة في تنسيق المعارض: "أرى أن الأجيال الجديدة في الإمارات، منفتحة للغاية، خاصة على منتج الفن حول العالم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ونجد تأثير ذلك واضح على المبدعين الصغار أو الجدد في أعمال كثيرة تشهد بدورها تفاعلاً مدهشاً عبر انستغرام خاصة ومدونات الفنون الشهيرة، وأخيراً تويتر وفيس بوك، ويتلاقح هذا مع الحراك الفني الكبير في إمارة أبوظبي، حيث يمكنهم تذوق الفن من اللوفر أبوظبي، مروراً بكبريات المعارض لأعرق الدور والمؤسسات الفنية، وكذلك المشاريع الفنية التي تدعمها الدولة وتجلب لها كذلك دعماً بطبعة دولية، وانتهاءً بما يرونه ويتابعونه عبر مواقع التواصل من أعمال ومبدعين مبتكرين خارج الإطار المترفع الجاف أحياناً للمتخصصين والمثقفين".