عراق الرشيد في استقبال الملك
د. عدنان سعد الزعبي
15-01-2019 01:20 PM
زيارة الملك للعراق زيارة لم تكن في معانيها واهدافها وفلسفتها مجرد توطيد العلاقات الثنائية اوتعبير عن المصالح المشتركة التي تعكس على الدوام طبيعة العلاقات بين الدول المتجاورة , والتفاعل العام المشترك بين شعبيها .
بل حملت معاني اكبر واسمى تمثلت بثوابت الاردن الساعي لتعزيز وتأسيس لاستراتيجية عربية جديدة تقوم على اللحمة والتقارب والتفاعل وتعزيز العوامل والقواسم المشتركة , وتمهد لإعاة تطبيق مفاهيم الوحدة العربية وفالقيادات العربية ادركت ان الوحدة والتعاون هو السبيل الوحيد لمواجهة حديات الامة.
توجيه وتجميع القوى العربية والامكانات العربية لمواجهة تحديات الامة التي اصابها التبعثر والتشتت.
وان التجربة وهي خير برهان بينت ما افرزه الخلاف والاختلاف وتطميع العالم المتربص كسمك القرش الذي الف الانقضاض على الشعوب ومواردها وخيراتها.
الاردن الان يسعى نحو حل العديد من الازمات العربية بالتعاون مع اشقائه العرب و لهذا تشهد الساحة الاردنية والشرق اوسطية نشاطا دبلماسيا نضرع لله ان يكلله بالخيروالنجاح . فالشعوب ما زالت تنظر الى , قلب الصفحة المشؤومة ، الى صفحة جديدة ملؤها الثقة والعمل المشترك والتعاون من اجل مستقبل الامة .
يدرك الاردن ومنذ تأسيسه انه لا خيار فوق خيار الوحدة , ولا افضليه تتقدم على التعاون وتجاوز تحديات الامة , فسياسته وثوابته عبر تاريخ نشأت المملكة كانت وما زالت عامل وحدة وجمع لا تفريق ولا تمزيق , وكانت مبادراته مشهودة ومعروفة في اليمن والعراق ومصر والسعودية وعمان والبحرين وقطر وليبيا , وها نحن نشهد اليوم تكرار الجهود رغم صعوبة الموقف وتحديات التدخل الخارجي .؟!
حتى ولو كان على مصالحها ومنافعها . فمنذ الثورة العربية , والاردن يرى في نفسه صاحب المسؤولية في مبادرات وحدة الامة والانطلاق بها .
زيارة الملك للعراق , وما وجده من استقبال منقطع النظير واحترام ومحبه يؤكد فعلا ان الذي يجمع دول الامة اكبر بكثير من نقاط الخلاف , فالعراق بحاجةالى الاردن , كحاجة الاردن للعراق فهما رئتان لجسد واحد , والعراق هو التاريخ الذي استطاع ان يقف رغم ويلات كثيرة اصابته عبر الزمات القديم ,صورة الاخوة والمحبة التي شاهدها العالم في استقبال الملك مشهد يؤكد صدق النوايا المشتركة ومحبة شعبي البلدين الشقيقين لبعضهما , وتطلع واعد لمستقبل اكثر ازدهارا وتماسكا وتعاون .
وفي الاردن فان النشاط الدبلماسي الذي سيحمل قضية اليمن وبناء جسور الثقة بين الاطرف يذكرنا بالصلح الذي شهدته عمان بين علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح لتكون اليمن هي الرابحة , وها هي عمان ستشهد نشاط الصلح وتقريب وجهات النظر لتكون المبادرة العملية الاولى نحو يمن اكثر امنا واستقرارا .
ولم يترك الاردن سورية الشقيقة التي اهلكتها قوى الطغيان المتحارب , وأصحاب المصالح الدولية , فالاردن وبثوابته يدرك ان اعادة الامن والاستقرار لسوريا لا بد من ان ينطلق من منظور عربي دولي وتقوية الموقف السوري ووضع حد للتدخلات الخارجية التي تقصد المصالح والمطامع , والتفكير باعادة الاعار وبمشروع عربي دولي يقوده السوريون انفسهم . نشاط الاردن وطرحه لعودة سوريا منهج يجتهد به الاردن ويسعى لأن يجد مقعد سوريا في مؤتمر القمة العرية القادم في تونس مليء .
وبالضبط ينشط في توحيد الصف الليبي وانهاء التدخل الخارجي وما زيارات السراج وحتر للاردن ألا نشاط لتمهيد احلال الوفاق والتفكير بمستقبل ليبيا وشعب ليبيا الشقيق .
ثوابت الاردن هي المرتكزات التي ينطلق منها ولا يمكن ان يكون ذلك مجرد وسيلة للوصوول للآخرين , فالاردن قاريء جيد لواقع التغيرات السياسية ومستقبل العلاقات بين الدول وهو خبير بالنوايا والاهداف التي تدور في عقول مقرري السياسات العالمية , لهذا فالاردن يركز على الدوام على دور الامة بوحدتها وخاصة في مواجهة التحديات الكبرى وخاصة قضايا الامة وأولى هذه التحديات القضية الفلسطينية .
زيارة الملك خطوة من خطوت البحث عن الامة ومستقبلها وسط اتون ملتهب تقوده اطماع دول الهيمنة وترويج الثورات . فهنيئا للدولتين وقيادتهما هذا التتويج الملفت وهذه النوايا الطيبة التي ستنعكس ايجابا وقريبا على الشعبين الشقيقين .