شكرا وزير الثقافة .. وعدت فأوفيت
المهندس مصطفى الواكد
03-08-2009 09:53 PM
لا يحتاج المتابع إلى كثير من العناء والعبقرية ليكتشف أن غالبية القراء ينحازون لمقالات النقد بل والنقد الموجع أحيانا للمسؤولين وأدائهم في مختلف مواقعهم، لن أتطرق في هذا المجال إلى ما يعنيه ذلك من وجود فجوة كبيرة بين المواطن والمسؤول، أفقدت المواطن الثقة بالجهاز الحكومي بشكل عام ووضعت المسؤول في موقع المحسود على أدنى نعمة يتمتع بها، قد تصل صحته و تتفيحة وجهه بعد سيارته وملابسه، ولن أقف أيضا موقف الناصح بضرورة البحث عن وسائل ترميم أو إعادة بناء ما تهدم من جسور الثقة والمحبة والاحترام المتبادل بين المواطن والمسؤول، لكنني سأكتفي بالإشارة إلى أن كل ذلك جعل ممن يشير إلى نقطة إيجابية في أداء مسؤول ما، كمن يصعد للمشرحة بقدميه باحثا عمن يتهمه بالنفاق والتزلف. لقد وددت الدخول بهذه المقدمة لأعلن جهارا نهارا أنني لست باحثا عن موقع في وزارة الثقافة وإنما هي شهادة حق (لن تثنيني عن النقد مستقبلا إن لزم) في ما يقوم به وزير الثقافة من جهد مقرون بالصدق في الوعد والإلتزام.
تشهد الجولات الميدانية المتعددة التي يقوم بها وزير الثقافة على مدى التزامه بالنهج الملكي بملامسة حاجات الناس في مواقعهم والعمل على تلبيتها، ولا أظن أن وزيرا آخر يعرف بقاع المملكة وأهلها مثلما يعرفها هذا الوزير. في إحدى المناسبات الثقافية التي رعاها معاليه في مدينة السلط وفي ديوان عشيرة الكلوب تحديدا، كنت أول المتحدثين بعد أن قدم لخططه وأفكاره للفترة القادمة، تحدثت بإسم تجمع أبناء السلط مدينة الثقافة شارحا هدفا رئيسيا من أهداف التجمع برفع شعار (الثقافة لتحسين نوعية الحياة) وأن الثقافة ليست فقط حفلا فنيا أو قطعة نثر و قصيدة ولكنها إضافة لكل ذلك وغيره الكثير، أداة رئيسية لرفع سوية الإنسان والتحكم في سلوكياته وتعامله مع كافة ما يواجهه من قضايا ومستجدات لا مجال للخوض بتفاصيلها في هذا المقام.
ما أردت التركيز عليه في هذه العجالة هو ما طرحته على الوزير حول حاجتنا في مدينة السلط لتأمين مقر مشترك للهيئات الثقافية الأهلية وعلى نفقة الوزارة بعد أن أوضحت ما نعانيه من صعوبات في إيجاد المقرات المناسبة وتأمين إيجاراتها. أتدرون ما كان من الوزير؟ لقد أصدر أوامره الفورية لأحد مرافقيه بمتابعة الموضوع بعد أن رمقني بنظرة رضا لم يتخللها سوى كلمة واحدة (صار).
تفاجأت كما تفاجأ الجميع بسرعة معالي الوزير بالموافقة واتخاذ القرار، مما جعل للحديث بعد مغادرته عنوانا وحيدا هو هل يفعلها حقا هذا الوزير!؟ نعم لقد أوفى الوزير بما وعد وما كانت إلا بضعة أسابيع استكملت فيها إجراءات تخصيص المبلغ المطلوب وهو بعهدة الهيئات الثقافية الآن.
كل الشكر لمعالي الوزير ويبقى لنا طلب واحد أن يقوم وزير الثقافة بتعميم ثقافة السرعة والجرأة في اتخاذ القرار والالتزام بالوعد لدى كافة المسؤولين.
mustafawaked@hotmail.com