لماذا يذهب الملك إلى العراق؟
سميح المعايطة
14-01-2019 09:20 AM
ليس جديدا الحرص الأردني على التقارب المنهجي مع العراق ،فالاردن ورغم كل الأحداث الكبرى التي عاشها العراق لم يغلق أبوابه في وجه الأشقاء سواءا كمواطنين بحثوا عن الأمان والحياه الطبيعيه منذ بدايه التسعينيات او كقوى سياسيه من كل الاتجاهات المذهبية والعرقيه و الاجتماعيه ،لأن العراق لا يمكن الاستغناء عن علاقه معه بعض النظر عن ظرفه الداخلي .
ودائما كان الأردن يحاول بجد ان يكون العراق دوله لكل العراقيين وأن لا تكون اي مجموعه جغرافية او مذهبيه تسيطر على الأمور على حساب حقوق الآخرين ،وكانت قناعه الاردن ومازالت ان العراق دوله عربيه وامتداد لامتنا وأن مقاومه اي توجه عكسي لا تكون بالمواقف النظريه بل بالاقتراب من العراق وأهله
الملك في بغداد غدا الثلاثاء وهي ليست زياره تفاصيل اقتصاديه او للحديث في الإجراءات فقبل اسابيع قليله كان رئيس الوزراء الرزاز ووفد اقتصادي كبير في بغداد ،واستقبلت عمان العديد من المسؤلين العراقيين الكبار ومنهم رئيس الجمهوريه الجديد ،لكن الملك في بغداد لأن العراق يحتاج إلى دعم حقيقي في مواجهه الارهاب الذي مازال يخوض ضده بقايا الحرب ،ويحتاج إلى دعم حتى يتعزز استقراره السياسي وبناء مؤسساته ،وأيضا حتى يسمع العراق آراء إخوانه العرب ويتحدث إليهم عما يريد منهم .
وحتى ملف العلاقه مع إيران الذي يجعل البعض ان العراق هو حديقه خلفيه الإيرانيين ،فهذا الملف ليس من المسلمات ،لإيران تحاول ان تجعل العراق جزءا من نفوذها ،وهناك البعض في العراق لا يرى إلا العلاقه مع إيران ،لكن هناك أيضا قوى سياسيه واجتماعية ومن كل المذاهب ترى أنها جزء من الحاله العربيه ،وأن العلاقه مع إيران علاقه مهمه أيضا لكنها علاقه مع جار وليست شيئا آخر .
خلال السنوات الماضيه عملت الدوله الاردنيه على توثيق العلاقه مع العراق في مجال محاربه الارهاب وكان التعاون كبيرا ،وفي المجال الاقتصادي وغيره ،وكانت هذه العلاقه برعاية مباشره من جلاله الملك .
الملك في العراق ليست زياره مجامله بل لأنه لا أمن في الاقليم دون عراق خال من الارهاب ،ولا تعاون اقتصادي إلا بوجود العراق ومقدراته ،وحتى الملف الايراني فإن أي حل له لا يتم دون العراق ،وحتى استقرار سوريا واعاده بناء علاقاتها العربيه فالعراق عامل مهم في هذا وهو الذي يحتفظ بعلاقات مع الحكومه السوريه .
الملك دائما يكون حيث يجب أن يكون ،وحيث تكون مصلحه العرب ومصلحه الاردن ،ومره أخرى هي قوه دفع كبرى لأن يكون العراق دائما جزء من أمته مع حقه في علاقات متوازنه مع جيرانه .