جولة بومبيو والتحالف الاستراتيجي للشرق الاوسط MESA
د. عبدالله صوالحة
13-01-2019 03:43 PM
تعمل ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب على تأسيس تحالف استراتيجي امني يضم ست دول خليجية ( السعودية ،الامارات،الكويت،البحرين،عمان،قطر) بالاضافة الى كل من الاردن ومصر ويعرف هذا التحالف اختصارا باسم MESA التحالف الاستراتيجي للشرق الاوسط ويعرف بشكل غير رسمي باسم ( ناتو عربي) ويهدف الى التصدي للعدوان الايراني ،والارهاب ،والتطرف وتحقيق الاستقرار في الشرق الاوسط ، كما يسعى هذا التحالف الى تعميق التعاون بين هذه الدول في مسائل مثل الدفاع الجوي ضد الهجمات الصاروخية ، التدريب العسكري ، مواجهة الارهاب ، وقضايا اخرى مثل تعزيز روابط التعاون الاقتصادي والدبلوماسي بين الدول المعنية.
ومن المحتمل ان يعمل هذا التحالف كنسخة عربية من حلف شمال الاطلسي NATO ولكن من غير الواضح اذا كان سيعتمد مبدأ اعتبار الاعتداء على احد االاطراف اعتداء على الكل ,فكرة تأسيس التحالف ليست جديدة فقد تم طرحها في ٢٠١١ وكذلك ٢٠١٥ لكن الادارة الامريكية انذاك بقيادة اوباما كانت تتجه لتبني استرتيجية خروج من المنطقة ،بينما الان تعتبر الولايات المتحدة بقيادة ترامب ان ايران خطر استراتيجي يهدد المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة ودول الخليج العربي وحليفة الولايات المتحدة اسرائيل ، كما انه يتطابق مع استتراتيجية الامن القومي الامريكية ٢٠١٧ التي تتضمن سعى الولايات المتحدة إلى شرق أوسط خالي من الإرهابيين الجهاديين ولا تهيمن عليها أية قوة معادية للولايات المتحدة.
وقد جاءت جولة وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو الى المنطقة هذا الاسبوع للتحضير لإنشاء هذا التحالف وتجسير الفجوات والعقبات التي تواجه تصميم هذا الحلف والتي من أهمها ان دول الخليج تاريخيا لم تتبنى سياسة دفاعية موحدة وهناك مظاهر واضحة على ضعف التنسيق العسكري اضافة الى الخلافات السياسية بين بعض دول الخليج . كما ان بعض الدول المنضوية في هذا الحلف لا تتبنى سياسة موحدة ضد ايران وان كانت تتشارك جميعها في تقدير مخاطر المد الشيعي والتدخل الايراني في المنطقة لكن لبعض الدول موقف اكثر عدائية من الدول الاخرى مثل السعودية والامارات بمواجهة الكويت وسلطنة عمان اللتان تفضلان علاقات اكثر هدوء مع ايران .
اضافة الى كل ما ذكر فان بومبيو حمل رسائل مباشرة لقادة المنطقة أهمها عدم التسرع في اعادة تطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد,قبل ان يكون هناك رؤية واضحة لعملية الانتقال السياسي كما انه لن تكون هناك أية جهود لإعادة الإعمار في سوريا قبل خروج القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها من كل الاراضي السورية .
رسالة اخرى حملها وزير الخارجية الامريكي هي العمل على اعادة العراق الى المحيط العربي ومساعدته للابتعاد قدر الإمكان عن تأثيرالسياسة الإيرانية وعدم السماح لآيات الله بالالتفاف على العقوبات الامريكية من خلال الشركات العراقية، وستشهد المنطقة في الأسبوعين المقبلين حراكا دبلوماسيا بهذا الاتجاه .
وفيما يتعلق بموقف الاردن من هذه التحركات فانه يجب التأكيد على ان الأهداف التي تعمل الولايات المتحدة على تحقيقها في منطقةالشرق الأوسط تتماهى كليا مع أهداف السياسة الخارجية الاردنية ونجد ان الاردن والولايات المتحدة متفقان على جملة من الأهداف أهمها اولا : خروج القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية من سوريا وخاصة منطقة الجنوب السوري وعدم السماح للنفوذ الإيراني بالتمدد على حساب الإقليم العربي .
ثانيا : مواجهة الجماعات الإرهابية المتشددة .
ثالثا : استقرار إقليمي في الشرق الأوسط ينتج عنه ازدهار اقتصادي وتعاون عابر للحدود يجذب المزيد من الاستثمارات الى المنطقةالعربية وخاصة الخليج ومصر والأردن .
وأخيرا ، فان الاردن مدعو للمشاركة في الاجتماع المنوي عقدة في العاصمة البولندية وارسو الشهر المقبل والذي ترعاه الولايات المتحدة والذي ينسجم أيضا مع السياسة الخارجية للاردن حيث سيناقش الموتمر الاستقرار في الشرق الأوسط وطرق مكافحة الاٍرهاب وإيران وخلق حياة أفضل في المنطقة عبر إسقاط الأنظمة الإرهابية فيها .