فالحقيقة لسني نوويا ولا فيزيائيا، ولكنني افهم منطق الامور جيدا ، واتابع قضايا الوطن بتمعن ودقة واحاول ان الملم من المعرفة عن المواضيع قدر المستطاع.
وان ما دفعني للحديث عن هذا الامر هي تلك الاصوات التي تنادي من هنا وهناك بمعارضة هذا الخيار الاستراتيجي الوطني دون ادنى معرفة علمية او تقنية بالصرعات والتقدم العلمي الذي يشهده العالم حاليا، فما زال المشككون والمعارضون يستذكرون ما حدث في هيروشيما وناجازاكي قبل اكثر من ستين عاما، ولا يعلمون بان العلم والعالم اصبحوا يتحدثون عن اجيالا واجيال من هذا العلم الذي اصبح في متناول معظم دول العالم الاول والاخير ان جاز التعبير.
لماذا هذه السلبية ولماذا هذه المعارضات الغير مبررة والغير علمية.... فقط المعارضة وهنا اتسائل... لماذا الطبيب طبيبا اذا لم يستطع اجراء الفحوصات والععمليات الجراحية؟ ولماذا الصيدلاني والكيميائي اذا لم يستطع ان يصنع دواءا؟ فلماذا اذا العلم ...العلم لا يكون علما ما لم يخرج من القاعات الصفية والمحاضرات الجامعية ورفوف المكتبات الى حيز صناعة المادة واحداث التغيير.
وكذلك اتسائل لماذا نبتعث ابناء الوطن لدراسة هذا العلم ويكلفون الوطن الكثير الكثير ثم نقف عقبة امامهم في تنفيذ ما اكتسبوه من العلم والمعرفة.
نعم تأخرنا كثيرا ..... والسبب ليس بالعلماء والكفاءات الوطنية ولكن للاسف بالمناكفات والصراعات وتضارب المصالح والحسابات والمحسوبيات التي تدار على حساب الوطن.
فالعلماء والخبرات الوطنية جاهزة ومتيقضة وتراقب مصلحة الوطن والمواطن ولديهم علمهم وقدراتهم وعينهم على المستقبل ويحدثثوننا بالمنطق العلمي المقنع عن الفوائد العلمية الغير متناهية لاستخدات الطاقة النووية السلمية من توليد للكهرباء واستخداماته المتعددة، وتحلية المياه سيما ونحن افقر دول العالم مائيا، والاستخدامات الطبية والصناعية والزراعية واستخدامات اخرى تتعلق بالاغذية، والكشف عن المياه الجوفية وغيرها من الفوائد الكثيرة.
ومن ناحية اخرى يطل علينا الخبراء والمختصون بتطميناتهم بأن عناصر الامان الذاتي لهذه المفاعلات عالية جدا ، وان هذه المحطات تتوقف ذاتيا واتومتيكيا حسب انظمة معدة بمواصفات علية الجودة والفعالية اضافة الى تدخل العنصر البشري اذا لزم الامر وان نسبة الخطأ فيها لا يكاد يذكر ابدا فلماذا اذا هذه المخاوف الغير منطقية والغير مبررة من المعارضين لهذه المشاريع الاستراتيجية الوطنية.
حقيقة منذ اكثر من خمسة سنوات وانا اتابع هذا الملف عن كثب وحضرت به العديد من المحاضرات والندوات لم يخرج علينا شخص من الذين يدعون المعارضة لهذا المشروع من منظورا علميا وتقنيا مقنعا ولكنهم للاسف الشديد يشدون الناس البسطاء والغير مطلعين بحديثهم التاريخي والغير علمي، فسرعان ما يبدؤا حديثهم عن هيروشيما وناجازاكي ويتناسون الحديث عن مفاعل ديمونه الذي يبتعد عنا بضع كيلو مترات.
قبل عدة ايام تتناقل بعض المواقع الاخبارية ... حقيقة لا اعرف اسمها ولكنها منبرا اعلاميا خبرا عن تسرب اشعاعي في المفاعل النووي الاردني للبحوث والتدريب والموطن في حرم جامعة العلوم والتكنولوجيا، مما اثار الرعب والخوف لدى الاهالي والسكان متناسيا ومتجاهلا ان ابناء تلك المنطقة هم جزا من الكفاءات الوطنية المتخصصة لتشغيل هذا المشروع الوطني .... والاولى هم من يقومون بتحذير أهلهم وناسهم ان كان هناك خطرا يهددهم ..
مما استدعى الامر لاحقا لاجراء مقابلة متلفزة عبر احدى القنوات الوطنية تم من خلالها إستضافة مدير المفاعل الدكتور سامر ابو قاهوق الذي ترفع له القبعات احتراما وتقديرا وتحدث بمنتهى الامانة العلمية والوطنية النابعة من انتمائه وخوفه الحقيقي على الوطن والموطن دون ادنى مجاملات ....لان هذه المشاريع تصبح مرعبة وتثير المخاوف اذا دخلت بها المجاملات والمحسوبيات ولكن ما يطمئنني بان هذا الرجل ابن البيرة التي يشهد لها التاريخ بمقاومة الاحتلال الاسرائيلي ومحاربته وابن الاردن البار والذي تربى على الاصالة لن يكون الا عالما نافعا لا يقبل الا الخير للوطن.
والآن رسالتي لمن لهم الاجندات البعيدة كل البعد عن مصلحة الوطن والمواطن والاقلام المأجورة ....كفو السنتكم وفكركم المسموم الذي يشكك بعلماء الوطن ومنجزاته...
حمى الله الوطن وشعبه ومليكه المفدى.
عضو المكتب التنفيذي ورئيس لجنة الشباب حزب الاصلاح.