لاول مرة اتمنى ان تفشل زيارة رئيس الوزراء إلى الولايات المتحدة وأن يعود بخفي حنين من مهمة الاقتراض التي ذهب إليها .
كل رئيس يأتي إلى الدوار الرابع يبادرنا بكلام ونظريات ووعود بالتنمية وترشيد الانفاق والسيطرة على المديونية وبعد مائة يوم يبدأ في البحث عن وسائل الجباية من جيوب الشعب المرهق والاقتراض من المؤسسات الدولية ؟! ...في إشي غلط ؟؟
في نفس الوقت الذي يجاهد فيه الرزاز من أجل قرض بمليار دولار ويشرح بيئة الاستثمار المغري في الاردن كان هناك قضية بسيطة مرت مرور الكرام ، وهي قرار شركة مذيب حداد بإغلاق مصنعها وانهاء خدمات جميع العاملين وعددهم ١٢٠ مواطن والسبب أن إنتاج الشركة المانحة لتوكيل تصنيع العلامة التجارية يصلنا بسعر أقل من كلفة تصنيعه في الاردن بسبب الإعفاءات الجمركية حسب اتفاقية التجارة الدولية و بسبب كلفة الإنتاج والرسوم والضرائب .
ولم تكن قضية مصنع حداد جرس الانذار الأول فقد سبقتها عدة صناعات أغلقت أبوابها منذ سنوات وبخاصة صناعات أجهزة كهربائية خرجت من السوق بسبب الإغراق الصيني والتركي .... في إشي غلط!؟
أين الخبراء وأين الخلل ؟؟ .
عدد خبراء الاقتصاد في البلد اكثر من عدد عمال النظافة في أمانة عمان ومع ذلك لا الاقتصاد بخير ولا عمان نظيفة ؟.... في إشي غلط ؟!.
في الاردن أكبر عدد من خبراء البرمجيات نسبة إلى عدد السكان ومع ذلك فشعار الحكومة الإلكترونية مطروح منذ العام ٢٠٠٦ والتنفيذ جار على قدم وساق تماما مثل مشروع الباص السريع ، وفي طرفة عين جاءت شركتا كريم واوبر بنظام تطبيقات راق وبسيط وعجزت نقابة السواقين وشركات خاصة أردنية عن المنافسة واكتفت بالعويل !! .... في إشي غلط ؟؟.
منذ ستين عاما بدأ الاردن عمليات إعارة معلمين جماعية الى الامارات والكويت والسعودية والمغرب والجزائر وليبيا .. تقدم التعليم عند الأشقاء واعتلى المعلم مكانة محترمة بينما تراجع التعليم في بلدنا واهين المعلم ؟!! ... في إشي غلط ؟!.
بتعرفوا وين الغلط ؟؟.
اعتقد أنه في رجال الدولة منذ عام ١٩٥٧حين سحقت الأحزاب السياسية ودخل مجلس النواب المزرعة ...