هي بالتأكيد ليست تلك القصه التي كتبها الراحل (زياد قاسم) ما أعنيه (الزوبعه) بل انني أعني , الزوبعه التي تجتاح عالمنا الثقافي , وهو تردي احوال الشراء للكتاب عبر مساحات هذا الوطن و الذي ً كان سابقاً للكتاب قيمه ,وكان للشاعر والكاتب والمثقف أهميه بمثل اهمية إستاذ المدرسه لجيلنا نحن أبناء الستينات , حينما كان يشار له بالبنان , لما يحمله من إرث لمفهوم المُعلم , الُمعلم الذي يستقطب كل خبراته التعليمه لأيصالها الى طالب يجلس بكل خوف وإحترام لملعمه , نعم انها زوبعة العصر الحديث التي لا تنم عن وعي وحس ثقافي عندما تستقطب كثير من مواقع الأنترنت من الشباب رواد (عالم الأنترنت ) الذين لم يدركوا بعد فلسفة قراءة المواقع بكل جديه وتسليطها لمختلف القضايا التي تمس الشارع والأنسان معاً فيلهون , معظم أوقاتهم بالتسليط على النقاش الدائر في ساحة , الشباب والشابات عن نهاية المسلسلات التركيه وغيرهما من مسلسلات لا ترتقي وأحترام المشاهد وثقافته وحسه الأنساني والأدبي , نعم هذا الجيل هو بمثل الزوبعه التي تحمل في طياتها الأشياء الكثيره من تراكمات الأرض وفساد بيئتها , وتمضي مرتفعه الى عنان السماء , تعلو بالقمه واحيان تأخذ معها , الكثير الكثير من مرفقات وقصاصات كُتاب الثقافه وهم يلقون بأوراقهم المتناثره هنا وهناك , لكنها فجأه تنتهي وكأن لم يكن هناك زوبعه بالسماء, ذلك لأنها لا تحمل من مفهومها غير بقايا ريح , واعمدة تتلاطم بمرفقات وتراب وبقايا أشياء من هنا وهناك , فجأه انتهت الزوبعه . . .
هو حالنا الثقافي كذلك فجأه ندوات من الشعر العربي القديم , وفجأه ندوه حول القصه القصيره , وفجأه قراءه لسيرة مبدع وقاص وروائي , وفجأه مهرجان للأغنيه العربيه في قرطاج , في القاهره , في عمان , وفجأه مهرجان للشعر العربي بالمفرق , وفجأه مهرجان للشعر الشعبي والفرق الشعبيه بالعقبه , زوبعه لا اكثر و لا تنم عن تعبير حقيقي بالبحث والمدواله لمفهوم غياب الأدب الأنساني من حياتنا , عن غياب رموز الشعر في قصيدتنا المحليه , التي كثيراً ما سلطت الضوء على انسياب واقعنا الأنساني للحياة العصريه بكل سهوله , وغياب مفهوم الوعي الثقافي من مدارسنا وجامعاتنا , ومؤسساتنا الثقافيه , وما يصيب الذاكره من تردي لأحوال الثقافه المحليه والعربيه , هو ارتباطنا عبر اتفاقات ثقافيه كان آخر قراءاتي لها , هو تلك العلاقه والرابط الثقافي مع الاوروغواي عندما ابرمتها وزارة الثقافه معها , مع بالغ الاحترام لكل توجهه ثقافي في هذا الوطن ولكن شرط ان يكون لنا حجر الاساس في البناء الثقافي ما بين الشعوب فقد حاولت ان ابحث عمن يربطنا ثقافياً بشعوب امريكيا اللاتينيه فوجدت ان اقرب ما يحملنا من ارث الثقافه بمفهوم الثوره على كثير من متطلبات الحياه هو ثقافه (فنزويلا ) بعد أن أعاد الشعب الفنزويلي رئيسه المنتخب إلى الحكم بعد أن أطاح به انقلاب معدّ أميركياً في نيسان من العام 2002 في مشهد من الوعي الجماهيري قل نظيره.
حاولت وربما متسع ثقافتي في اطار البحث جعلني اطرح تساؤل على معالي الاستاذه نانسي باكير ما الذي نعرفه عن ثقافة الاوروغواي.. بالتاكيد انا احترم ثقافة الشعوب رغم قلة معرفتنا بهذه الثقافات لكن مهم ان اعرف ما الذي يتمتع فيه بلد بحجم الاورغواي من ثقافه وبُعد بذلك لعل ما حاولت الوصول اليه بعد البحث عبر شبكة الأنترنت وموقع (ويكيبيديا) هو مشروع قناة تم مساهمة الاورغواي في بثها الاعلامي بما يعادل 10% حيث تعد القناة مشروعاً إعلامياً بديلاً من أجل كسر الاحتكار الإعلامي الأميركي لتداول الأخبار والمعلومات في دول أميركا اللاتينية ودمج إعلام هذه المنطقة في الإعلام العالمي من خلال التركيز على حياة البشر وتقديم معلومات ومضامين مختلفة عما يرد في الإعلام الاستهلاكي الأميركي الذي يقوم بمهمة إلغاء وشطب الثقافات المحلية والقومية والوطنية في العالم بحجة أننا أصبحنا عالماً واحداً اضافه الى قراءتي حول الكاتب الشهير الأورغواي«إدواردو جاليانو» والذي له ولكثير من مثقفي امريكيا الاتينيه في طرح فكره اننا شعوب نستحق الحياه ولنا افكار تحاول الابتعاد عن العبوديه الامريكيه لثقافتنا وشعوبنا الحره . . . . نحن بحاجه الى توضيح من لدن وزارة الثقافه حول ماهيه الرابط الثقافي بيننا وبين الاورغواي عسى من ذلك ندرك كم المسافات ظالمه في مفهوم البعد الثقافي ووحده التفكير بمجمل القضايا بين الشعوب.