ثنائية إعلام الرابع والإعلام الرسمي الاردني
احمد عبدالله الحياري
12-01-2019 02:48 AM
ـ الإعلام والسياسة ـ العلاقة الملتبسة انها مقولة المفكر العربي عبدالإله بلقزيز ـ ليس للتاريخ قدر أعمى يفاجئ ويأخذ الناس غلابا إنه الناس والعلاقات والمصالح والأفكار والإرادات وقد تبدلت وتصارعت وانحكمت بقانون القوة، وهو يتغير قطعا كلما توفرت القوة الاجتماعية القادرة على تغييره.
ولم تكن الإشارة إلى ما ذهب إليه بلقزيز معزولة عن واقع العلاقة بين الإعلام المركزي والرسمي الذي يتجاهل تغطية ذلك الحدث منكرا لما يجري على الدوار الرابع من جهة. والجمهور الصحفي الذي يصور الحدث بالهاتف وينقل مباشرة إلى الفضاء الخارجي من جهة اخرى . هؤلاء المحركين للحدث ومساره هما (الإعلام والسياسة) وغياب الإعلام الرسمي المتعمد الذي يجب ان يضيء المساحة بينهما ويسلط الضوء على دور كل منهما في عملية التغيير التي باتت هاجسا للحاكم والمحكوم ،من فرط ما أحدثته هذه الثنائية في الواقع السياسي العربي المضطرب من ارتدادات ما زلنا نعيش أحداثها.
وهناك ايضاً اتهامات من الجمهور الصحفي ، يعرف بالتشويش على الوظيفة الاتصالية اثناء تغطية الحدث . فضلا عن ترويض الإعلام والأيديولوجيا والسلطة .
وبحسب خبرتي الطويلة بالإعلام المرئي والمسموع من قلب الحدث في ميادين السياسة والإعلام قد تتفوق هذه التقنية على مستقبل الصحافة المكتوبة. وتحديات بقائها .وتأثيرها على الجمهور وتثويره ومخاطر خطاب الكراهية، بين الحكومات والجماهير الغاضبة من سياساتها.
وعلى الرغم من أن العلاقة بين الإعلام والسياسة نهايتها مفتوحة إلا أنه من المؤكد بان هذه العلاقة متداخلة ومتشابكة، وأن الغوص في تفاصيلها يتطلب تحديد وظيفة ومسار كليهما رغم التحولات السريعة في عالم الاتصال؛ لأن نهايات العملية التواصلية، تدور وتتسع في آفاق يصعب الإمساك بنهايتها.
ولا سيما الانطباع السائد في مجتمعاتنا أن الإعلام هو وسيلة بيد السلطة الحاكمة تستخدمها لمواجهة الخصوم والتحديات والمخاطر التي تتعرض لها الأوطان، وأن هذه الثنائية استطاعت في فترات وتجارب سابقة معينة قد نجح بها الاعلام الرسمي باستنهاض الطاقات في عملية الحشد في درء الأخطار، إبان اعلان الاردن حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية خارج حدودها. حيث كان ذا طابعاً مركزيا، ويعبر عن رأي صانع القرار السياسي وصدى له.
من هنا نؤكد على أن الجهد في هذا السياق ينصب للوصول إلى المعرفة في قدرة الإعلام على التأثير بالسياسة والعكس أيضا ،رغم أن وسائل الاتصالات الجديدة لا يمكن لأحد أن يتكهن بنهاياتها المتوقعة واشتراطاتها على الطرفين.
إنها محاولة في بناء مقاربة بين علم السياسة وعلم الإعلام للوصول إلى القواعد المنظمة للعلاقة بين الطرفين،
للإجابة على تساؤلات باتت ضرورية لمعرفة حدود كل طرف في مدى تأثيره على الآخر، بعد ان دخلت ـ النبضة الكهربائية ،والوفرة التقنية عبر نظام التواصل الفضائي الإنساني الذي يدور ويتسع ويكبر دوره في حياة الإنسان وفق اشتراطات الحياة العصرية بإسقاطه الجدران والثوابت التقليدية إلى فضاء المعرفة التي حولت الإنسان إلى مراسل صحفي بفعل وسائل الاتصال الحديثة بنقل ما يدور من حوله إلى العالم لحظة وقوعها.
الكاتب احمد الرقمي
[١:٥٠ ص، ٢٠١٩/١/١٢] احمد رقمي: الكاتب احمد عبدالله الحياري .