لسنا بحاجة الى من يدافع عنا ، ولا حتى الى الدفاع عن انفسنا ، لاننا نريد الارتفاع الى ما فوق طاقتنا ، ونحن بحاجة الى أن نقرا حتى نفهم ما نقصد ، لاننا نصف الحقيقة كلها كما نراها ، لا كما هي عليه ونعترف بالواقع كما هو فالمعاني مليئة بالمعاني والصور الحية ولن نقنع الغير بعكس الحقيقة ، بل أننا لسنا بحاجة الى من يملي علينا واجبنا ، أو الى من يحمسنا للدفاع عن وطننا.
الحقيقة أجمل مما نتصور ولسنا بحاجة ألى أن نفتح جروحا أندملت ، لكن للصبر حدود ، أو أن نتوقف أمام من جعلوا من أنفسهم معبدا للوطن وبين هذا وذاك وبين الاثنين أو معهما وقفنا الى جانب ظواهر من شعبنا و قيادتنا ونقول ذلك عن عمد أو عن براءة ونقول :مظاهرات الدوار الرابع أو ساحة مستشفى الاردن والمظاهرة البديلة في موقع قريب ، قرانا بعض ظواهرها ، لكننا لم نجد أجوبة مرضية على الاسئلة.
هكذا حدث عندما قلنا الاردن أولا فسرقها منا الرئيس دونالد ترمب عندما قال أمريكا أولا ، وتحدثنا عن الهلال الشيعي مبكرا وما لبثنا أنهم تنبهوا لهذا الطرح وهنا نحن نطالب بحقوق الملكية الفكرية وفق ما يبشر به طلال ابو غزالة ، وقبل أن يدور العرض على الشاشة وصلنا الى مشاهد أندلعت معها الهزات العنيفة تنبىء بالجنون.
نزور مضر بدران ونشكي له أوضاعنا فيقول (الاردن يحميه الله) وبهذه الصوفية نسأل من زار مضر بدران في مشفاه ، مروان القاسم حافظ أسرار الدولة ورئيس ديوان الملك الذي كان في المقعد الامامي للدولة الاردنية ، من زاره وأطمأن على صحته ، وأرجوكم أن لا تختبؤا وراء القصة المقيتة الحرس القديم.
أحمد سلامة لماذا غادرنا الى البحرين ذلك القلم الحر الذي حمل السلاح ووقف في وجه كل دخيل غريب ومتطفل وقاتل بعنف على رواد الاشاعات أثناء أجازة سيدنا خارج البلاد، وضرب بعصبية على أبواب الحرية الضائعة في متاهات المناكفات السخيفة عندما شبعنا كلاما عن الاشاعات ، ونسجل له رده الوافي على محمد حسنين هيكل عندما أقترب من الاردن .
فواز شرف الذي جند الشباب الاردني من أعمار 12-19 عاما ، وقولبهم حرية وأنتماء للوطن وقيادته أين هو الان ، وهل أرسل له احدا حبة أسبرين عندما يعاني وجعا للرأس ، وهنا أكتفي بهذه النماذج لان هناك مئات من الامثلة على ذوات لا يتسع المقال لذكرهم اليوم.
في عام 1980 أصدر سيدنا الكبير أوامره بالعفو العام وأذكر أنني كصحفي أنفردت بالخبر وكان عنوان صحيفتي أنذاك (تبيض السجون ) فأين هذا من ذاك ، حيث تقلص العفو العام الى الغاء جنحة الوقوف في مكان ممنوع بمخالفة قدرها 10 دنانير ، وتجاوزنا على السلم الاهلي كما يقول اللبنانيون أو السلم الاجتماعي هنا في الاردن ، لكن قاتل الله الفلوس التي ما كانت يوما في حساب قيادتنا عندما ناقشت حكومتنا قانون العفو العام فرغبت بالحصول على أموال لقاء هذا العفو وكان هذا القانون حسب القراءة الاولى هي ولادة عسيرة أو قيصرية ،حيث تذكر الارقام ان هناك 17000 موقوف في السجون تكلفة الواحدة منهم 750 دينار شهريا.
أعتذر مرة اخرى عن الذوات الاوائل عندما أكتفيت بذكر نماذج عن رجال كبار ، وأنا واثق بأن هناك العشرات والمئات مثلهم لايتسع لهم مقالي.
الرئيس الامريكي قال عن سوريا أنها أرض الرمال والموت ، يقول هذا الهلال السوري الخصيب ، ونسي موقع معمودية السيد المسيح شرق نهر الاردن الذي ينبع من سوريا ونسي أن أرض الموت كانت نتيجة داعش والقاعدة ومعاهدة سايكس بيكو ووعد بلفور.