ويفتح الصباح ذراعيه مقبلاً إلي بضوئه الأبيض... أين أنا من ذلك الإشراق الشمسي الإلهي، أين أنا من طلعة الشمس... وبداية نسيمات الفجر الرقيقه، أين أنا من استيقاظ تلك الأزهار متثائبة فاتحة أوراقها.. ورقة ورقة لتفيق في صبح جديد. صُبْح يمتلأ بالطهر والنقاء، صُبْح يطل على الدنيا معلنا نفسه رغم أنوف الرافضين... هذا الفجر، يطلع رغماً عن كل من لا يريد فجراً، ورغما عن كل من لا يريد لنا أن نستيقظ.
لكننا نستيقظ... في كل صباح، تتفجر من أفواهنا أنفاس مترددة، أنفاس متثاقلة.
ورغم كل ذلك، يطلع الصباح جميلاً... أبيضا... ونقيا...
وعلى الرغم من أن الاستيقاظ يشكّل الخطوة الأولى في كل صباح، ولطالما كانت الخطوة الأولى هي الأصعب، ولطالما تذمرنا، ونعسنا وتثائبنا، ولكننا أخيراً نستيقظ.
في صباح كل يوم؛ أستيقظ معلنة للعالم أني متفائلة، وغير مستسلمة، وأني قادرة على الاستمرار، وعلى التقدم.
وفي كل يوم ينتهي الصباح، بزقزقات عصافيره وتفتح وريقات أزهاره، وهبات نسائمه النقية، وتناغم كل ذلك في مشهد واحد متألق.
ينتهي كل ذلك، ليبدأ يومنا كئيبا متثاقلا، يبدأ وكأنه لم يكن هناك صباح كان يشع بالفرح والتفاؤل، وكأننا استيقظنا لنجد أنفسنا في فترة ما بعد الصباح... كئيبين، متشائمين، متذمرين، ومتناسين بإصرار تفاؤلنا الصباحي.
كم أود لو يكون يومنا كله صباح، وكم أتمنى لو تكون كل ساعاته متفتحة مليئة بالفرح والاستيقاظ، وليتنا نبقى متفائلين، منفتحين على الحياة، نستنشق عبيرها الجميل، يملؤنا الأمل بمستقبل أجمل، وحياة أفضل .
وليتنا في كل يوم نفيق، ونبقى أحياء، ولا تموت همتنا كل يوم... بعد أن ينتهي الصباح.