يكتب: عن “التخبيص” الأردني…
باسم سكجها
10-01-2019 02:50 AM
بين الفشل في “تدمير” صوامع الحبوب في العقبة، والفشل الذريع المزمن في التنبؤات الجوية، والفشل الذريع في التعامل مع مسألة “العفو العام”، والفشل الذريع في تناول مسألة السيارات الكهربائية والهجينة، وغيره من “الفشل الذريع”، يحقّ لنا أن نتساءل: أين هي المؤسسات الأردنية المتمكنة، وأين هو القرار الصائب؟
أتذكّر أنّنا كنّا صبية حين علمنا أنّ البناية المتصدّعة من أحداث أيلول ٧٠، تلك الواقعة في منتصف شارع الأمير محمد (وادي السير/ طلوعاً إلى الدوار الثالث)، سوف تزال بالمتفجرات، فجلسنا ننتظر عند مطلّ اللويبدة، لنشاهدها تسقط على حالها كقطعة كرتونية، بمتفجرات سلاح الهندسة، ولم يتأثّر ما حولها بشيئ، وهي الآن موقف للسيارات!
كثير من المشاهد المشابهة تابعناها على الشاشات في أنحاء العالم، ومنها ما هو شاهق كأهرامات مصر، ونزلت في مكانها في لحظات، ولكنّنا اليوم كنّا نتابع إخفاق “شركة تركية” في تفجير وتدمير الصوامع، والطريف أنّ الشركة أعلنت عن مسؤوليتها في الفشل لأنّ الصوامع متينة بأكثر ممّا يجب!
“شو هالحكي” يا جماعة؟
وعلى هامش كلامنا، نستعيد ما كتبه النائب مصلح الطراونة فخوراً بأنّ والده شارك في البناء المتين الذي لم ينفع معه “التفجير التركي”، وأنّ الوزير السابق ورجل الأعمال المحترم الحاج حمدي الطباع يستعيد سبب بنائها أصلاً، حيث إعجاب الراحل الحسين بالصوامع السورية، وطلبه من الرئيس الراحل حافظ الأسد المساعدة، وهذا ما حصل حيث بنيت بآلات وتقنيات سورية، استعادتها دمشق بعدها، ويتساءل الرجل المخضرم: لماذا الهدم أصلاً فهي المخزن الاستراتيجي لمستقبلنا، وهل بنيتم غيرها قبل الهدم الفاشل؟
ما علينا، فما زلنا في الحديث عن “التخبيص الأردني” ونصل إلى قضيّة حالة الطقس التي خذلتنا توقعاتها على مدار السنوات، والطريف أنّنا نتابع على الشاشات خبيراً يقول إنّ الأمر يعود إلى “الخرائط الجوية” المشتراة من الخارج، ولهذا فقد خابت التوقعات هنا أو هناك، ولكنّ عليكم أن تعطونا مصداقية أنّ الشمس لم تشرق اليوم!
يا سلام، عليكم، يا سلام!
وفي آخر اليوم تخرج علينا قرارات مجلس الوزراء، باعفاء السيارات الكهربائية الموجودة في السوق الحرة الآن من قرار فرض الضريبة، دون أدنى انتباه بأنّها تخالف توجهات وقرارات الملك حول الطاقة البديلة، وتبدو وكأنّها فرحة بقرار أصدرته لصالح الأردنيين.
قائمة “التخبيص الأردني” طويلة، ومنها ما يحصل في مسألة “العفو العام”، ولكنّ مساحة المقالة تضيق، وقبل أن أنهي أتمنى الفوز لمنتخبنا الحبيب أمام سوريا اليوم، دون التشفّي أو الانتقاص من البلد الحبيب، وللحديث بقية!