زيارة الهضيبي للسلط عام 1954
المهندس حسين منصور الحياري
07-01-2019 06:55 PM
في صيف عام 1954 قام الأستاذ حسن الهضيبي المرشد العام الثاني لجماعة الإخوان المسلمين بجولة في بلاد الشام , زار خلالها كل من لبنان وسوريا والأردن.
وعندما جاء للأردن قادما من سوريا ,كان في إستقباله جمع غفير من الناس, وطابور طويل من السيارات في مركز حدود الرمثا , ورافقه موكب المستقبلبين ( الذين حضروا من كل أنحاء الاردن ) إلى عمان بموكب مهيب سلك طريق جرش صويلح ثم عمان . وفي عمان كانت هناك جموع كثيرة احتشدت لاستقباله أمام دار الإخوان في شارع السلط .
في اليوم الثاني للزيارة توجه الأستاذ الهضيبي وصحبه إلى مدينة السلط في زيارة خاصة لها وكان معه من الإخوة المصريين :-
1- القاضي مأمون حسن الهضيبي .
2- المهندس اسماعيل حسن الهضيبي .
3- المستشار القانوني منير الدلة .
4- الخبير السياسي في جامعة الدول العربية صالح أبو رقيق .
5- الأستاذ نجيب جويفل .
وقاد سيارة الأستاذ من عمان الى السلط المرحوم هاني الحاج حسن ( أبو عصام ).
وعند وصولهم إلى دار الإخوان في السلط ( والتي كانت في عمارة عبد الرحمن البشير اول شارع الميدان ) , استقبلتهم فرقة جوالة إخوان السلط بقيادة المرحوم عواد سلامة أبو العثم النسور( أخ غير شقيق للقاضيين فهد وعبد الرزاق ابو العثم حفظهما الله ) ,وكان من أفرادها القاضي عبد الفتاح الظاهر ( أبو بلال ) أطال الله في عمره .
أعجب الأستاذ الهضيبي كثيرا بالجوالة لحسن هندامهم ووقفتهم الرجولية وترحيبهم الحار به , فقال معلقا (ايه دي ؟ دول جوالة ولا عسكر ) .
وبعد دخوله إلى دار الإخوان وتسليمه على الحضور القيت كلمات ترحيبية بالأستاذ ومرافقيه , وكانت أبرزهذه الكلمات كلمة الأستاذ الشاعر سليمان المشيني ابن السلط البار .
وبعد أداء صلاة الظهر بدار الإخوان توجه الأستاذ وصحبه مشيا على الأقدام لتناول طعام الغداء في منزل المرحوم عبد الحليم بدران ( أبو هشام ) القريب من دار الإخوان .
وحضر الغداء معه عدد من قيادي الإخوان بالسلط والاردن , كان منهم محمد عبد الرحمن خليفة ومنصور الحياري وسليمان عبد العواد عربيات وحسين محمد السالم الحياصات وغيرهم . وبعد الغداء وشرب الشاي استراح الأستاذ قليلا في بيت ابو هشام .
توجه الاستاذ وصحبه بعدها لاداء صلاة العصر في مسجد السلط الكبير , وقام رحمه الله بمصافحة أصحاب المحلات في شارع الحمام من بدايته من جهة الميدان الى نهايته بالساحة, وكان منظرا جميلا جليلا .
بعد أداء صلاة العصر بالمسجد الكبير توجه الأستاذ إلى محلة آل الخطيب الواقعة خلف السرايا العثمانية حيث التقى في منزل المرحوم عبدالله الخطيب بعدد كبير من ابناء السلط ووجهاءها , منهم المرحوم عبد الحليم النمرالحمود ( كما أخبرني والدي ) والذي جرى بينه وبين الاستاذ الهضيبي نقاش مستفيض عن أحوال الامة واوضاعها السياسية ,وما يحاك ضدها من مخططات صهيونية استعمارية ,وكذلك أجاب الاستاذ على العديد من الاسئلة التى وجهت اليه من الحضور .وفي المساء عاد الأستاذ مع صحبه إلى عمان مودعا بنفس الحفاوة التى استقبل بها .