الرزاز وخيارات مواجهة المرحلة
أ.د. اسماعيل الزيود
07-01-2019 02:25 AM
لنعترف بحقيقة قد لا تعجب البعض أن التركة أمام الرئيس الرزاز اليوم ثقيلة وثقيلة جداً وأن الإصلاح لن يكون بعصى سحرية بالرغم من أن الرئيس جاد ويسعى للإصلاح بعيدا عن التسويف إلاّ أن أمامه الكثير مما يواجهه من و كوارث ومآسي ورثتها حكومته عن حكومات سابقة بعضها استهدف كسب عواطف الشارع بقرارات شعبيه على حساب الإنجاز والوضع الاقتصادي ومستقبل استقرار البلاد آنذاك وبالتالي لم يتم مواجهة المشكلات والحالة الاقتصادية والقضايا الاجتماعية وبقيت تلك المشكلات قائمة أو تحل جزئيا إما بالتسكين وإما بترحيلها فتراكمت وزادت إلى أن وصلت لما هي عليه اليوم فأصبحت كجبل جليد لا بل كقنبلة موقوته جاهزة وعرضة للانفجار أمام أي قرارات إصلاحية مصيرية للدولة الأردنية للخروج من الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد اليوم.
أمام الرئيس اليوم ذات التحدي فإما أن يمضي لينهض بالوطن ويتحمل الضغوط الكبيرة ويأخذ على عاتقه قرارات صعبة بعيدة عن الشعبوية لمواجهة التحديات المتضاعفة التي لحقت بالوطن وبمؤسساتنا نتيجة لتركها للأسف كمآسي وكوارث للتراجع الكبير الذي تراكم ولحق بها، وإما أن يبقي على الحال على ما هو عليه ويذهب للبحث عن الشعبية بقرارات استرضائية آنية فقط ولا أظن شخص الرئيس من هذا النوع على الإطلاق فأنا مؤمن بأنه شخصية أردنية جادة مدركة لحجم التحديات والأعباء التي تواجه الأردن وأنه بذلك يسعى لإيجاد حلول جذرية حقيقية يحتاج لها الوطن غير هلامية بعيدة عن التسكين.
بقي أن أقول بأن التحديات التي تواجه الرزاز متعددة منها ما هو مرتبط بالشائعات اليومية الهدامة للاقتصاد الوطني وتفكيك الوحدة الوطنية والتي تحارب جبهتنا الداخلية المتماسكة
ومنها ما هو مرتبط بالطامعين بالسلطة وبالتالي يسعون إلى رحيل أو ترحيل الرئيس والحكومة ليس لأي سبب آخر فقط لركوب قمرة القيادة
والبعض الآخر والذي قد يكون معروف للغالبية وهم أعداء النجاح والذين يسعون فقط لإفشال كل جهد ممكن للبناء لتجاوز الأزمات وهؤلاء هم في طبعهم وذاتهم يعادون العمل بغض النظر عن الأشخاص أو الفاعلين السياسيين.
لا شك أن هذه المسلسلات ليست بغريبة على الأردنيين مما يحصل ليلا ويحاك ضد الوطن وأهله وللأسف الشديد من داخل الوطن نفسه. حمى الله الأردن وطنا منيعا متماسكا بقيادته الهاشمية الحكيمة.