الكفاءة .. الدرجة .. والإنجاز الأفضل للوطن
أكرم جروان
06-01-2019 11:08 PM
مَثَل إنجليزي " الطفل هو أب الرجل !!"، وهذا في طيَّاته يعكس الكثير، بحيث لا بُدَّ لنا من مراجعة المعايير التي تحكم بيننا في خِدْمة الوطن ، وعندما تكون الطفولة هي قاعدة الإنسان، كما يُبرهن المثل الإنجليزي سابق الذِّكْر ، فإنَّنا نجد الإبن قد يتفوَّق على الأب، الطالب قد يتفوَّق على المعلِّم ، الصغير قد يتفوَّق على الكبير ، والموظف الجديد قد يتفوَّق على الموظف القديم !!.
عَوْدٌ على ما سَلَف ، فإنَّ المُبدِع يتغلَّب على الموظف الذي يسبقه بالدرجة الوظيفية، وإنجازه بذلك سيكون أفضل منه، حتى ولو كان ذلك الموظف ذو درجة وظيفية مُتقدِّمة ، وهذه المُسَلَّمَة لا يوجد لها معيار وظيفي حتى الآن !!!.
ولا يوجد إدراك لها في المجال الوظيفي من أجل الوطن وخِدْمتِه بتميُّزٍ وإبداعٍ، لأنَّ الأفضلية في خِدْمة الوطن هي الإنجاز، ولكن هذه الأفضلية نجد أنَّها مفقودة من قاموس الحكومة بتفضيل الأفضل لخِدمَة الوطن بالإنجاز من خلال معيار الكفاءة والإبداع بدلاً من التركيز على الدرجة الوظيفية، لأَنَّ موظفاً قد يكون في الدرجة الخاصة وليس له إنجاز، فالإبداع والتميُّز في هذه الحالة أفضل في وجوده بهذا المنصب حتى لو كان موظفاً جديداً، صغيراً ولكنه تميَّز بالإبداع والإنجاز عن ذي الدرجة الخاصة أو الأولى ....
في ذات السياق ، عدم وجود مِثْلَ هذا المعيار الذي يُفضل الإبداع والتميُّز بالإنجاز عن الدرجة، هو السبب الرئيس لدينا في الترهل الإداري وعدم وجود الإنجازات المتتالية هنا وهناك ، في جميع الدوائر، الوزارات والمنشآت .....
أضع هذا الموضوع الهام أمام رئيس الوزراء لإعادة النظر في دعم الإبداع والمبدعين وتمييزهم بالمناصب الحكومية العليا حتى ولو كانت درجاتهم الوظيفية مُتأخِّرة ، وحتى لو كان موظفاً جديداً على وظيفته، لأنَّ هذا الإبداع هو الذي سيعمل على الإنجاز وتقَدُّم الوطن.