قبل أيام اتصل بي بعض الحكماء من الشعب الطيب في المدينة القديمة على رؤوس الجبال، وفي نبرة يشوبها القلق، قالوا: "لاحظنا أنكم تمرون بفترة توتر وغضب وانعدام الثقة".
وأضافوا:"في مثل هذا المناخ تنتشر الإشاعات ويعم الشعور بعدم الثقة بين المواطنين ويخرج الناس بأخبار وتحليلات وتصورات تبدو وكأنها حقيقة مطلقة".
حذر الحكماء من هذه التصورات الخطيرة والتي قد تصبح أقوى من الحقيقة ذاتها وتأخذ منحى قد لا يحمد عقباه.
وقالوا: "في مثل هذه الظروف ينقلب الأخوة إلى أعداء بدلا من أن يكونوا حلفاء. والرابح الأكبر هو عدوهم المشترك. ورغم كل الخلاف إلا أن هؤلاء يتفقون على أمر واحد وهو شكهم بوجاهة وحكمة ما يتخذ من قرارات".
وأصر الحكماء على أن "أنجع علاج لهذا الوضع المتردي هو الاتصال والحوار البناء والمكاشفة الصريحة والواضحة".
ودعونا نواجه الأمر، فالحقيقة المرة أننا لم نشهد مثل هذه المكاشفة والمصارحة منذ وقت طويل.
إضافة إلى ذلك فإننا نفتقر إلى العدد الكافي من رجال الدولة في مجتمعنا، وكذلك حاجة الناس إلى رموز سياسية عملاقة توحي بالثقة وتشيع الاطمئنان من خلال تاريخها العريض قدرة ونزاهة وحنكة خاصة عندما يتعلق الأمر بقضايا وطنية حيوية.
وقال الحكماء: "في الحقيقة انتم بحاجة إلى وزراء كوزراء الخلفاء العباسيين الذين كانوا يؤدون دور الوسيط بين الراعي والرعية مما يعني أن إجراءات الوزير يجب أن تكون مقبولة من الراعي وتلقى الترحاب و الرضا من الرعية.
إن أهم صفات الوزير الأساسية تكمن في أن يكون أهلا للثقة والمصداقية والنزاهة ناهيك عن الكفاءة والذكاء والتصميم واللياقة والصبر والتسامح والكرامة والحزم.
وفوق كل ذلك الإيمان المطلق برسالته.
وبالتالي يجب أن يكون حامل الرسالة بحجم فحواها.
المقال مترجم عن ال"جوردان تايمز".