المعايطة يكتب : الأردنيون وعودة السوريين
سميح المعايطة
06-01-2019 06:10 AM
الكثير من الاسئله الكبرى يطرحها الأردنييون في مجالسهم منها سؤال عودة الأشقاء السوريين من الاردن إلى وطنهم ،وهو سؤال ليس نقيضا لأي مشاعر عروبة او تضامن مع الأشقاء،فسنوات الحرب في سوريا أثبتت ان الاردن الدوله والاردنيين قدموا واجبهم تجاه الأشقاء السوريين بشكل يفوق إمكانياتنا العامه والخاصه ،وأن الاردنيين تعاملوا مع هذا الأمر بخلق عربي وقدروا ظروف الأشقاء الصعبة ،وأن الدوله تحملت أعباء اقتصاديه كبيره كانت اكبر مما قدمه العالم من مساعدات .
اليوم وبعد التطورات الهامه التي شهدتها الازمه السوريه وبخاصه العام الماضي أصبح مشروعا ان نسمع من الناس سؤالا عن عودة السوريين ،وكم عاد ويعود منهم ،وهل هناك جهد منظم لترتيب العودة ،ومهم أيضا ان يسمع الأردنيون أرقاما اكثر وضوحا وترتيبا من الأرقام التي تخرج بين الحين والآخر عن عدد العائدين خلال يوم او شهر وبخاصة بعد فتح المعبر الحدودي مع سوريا .
وربما أصبح سؤال العودة مشروعا جدا في ظل ما يسمعه الناس من المتحمسين للحكومه السوريه هنا وهناك عن الانتصار وعن ضروره فتح كل الأبواب مع الدوله السوريه ،فالانتصار وتبعاته تعني انتهاء اللجوء السوري وبخاصه من الدول المجاورة وأولها الاردن .
وما هو مؤكد ان الاردن لن يقوم باعاده السوريين إلى بلدهم قسرا ،وأيضا فإن العالم لن يفعل ذلك وأن كانت المنظمات الدوليه تخفف او توقف عملها في الاردن ،وربما لا تكون الحكومه السوريه أيضا متحمسه لعوده كثيفه وسريعه ،فالعوده لها ضريبة اقتصاديه وتأمين العائدين الذين دمرت بيوتهم ،وهناك حاجه لتدقيق امني على العائدين ومن يصلح منهم العوده وضرورات أخرى .
وحتى السوريين فهناك فئات منهم لن يعودوا لمخاوف امنيه او هربا من الخدمه العسكريه او انتظارا لاستقرار كامل او ربما لأن أوضاعهم المعيشية هنا مستقره ولديهم دخل يكفي .
لكن رغم كل ما سبق فإن الأردنيين يحبون ان يسمعوا أرقاما كبيره من الأشقاء العائدين ،لأن الازمه الاقتصاديه الاردنيه تعمقت نتيجه الحرب في سوريا ،ويتمنى الناس ان يسمعوا خير إغلاق مخيم الزعتري او الأزرق او ان يروا قوافل العائدين السوريين تعبر الحدود إلى بلادهم ،وربما من الإيجابي ان تقوم الجهات المعنيه المسؤله بين الحين والآخر بأخبار الناس ان عدد العائدين خلال شهر كانون ثاني مثلا قد بلغ كذا ،وهكذا بشكل دوري ،فتناقص الأعداد بشكل ملموس أمر إيجابي للاقتصاد وغيره .
ما هو مؤكد ان ملف لجوء حوالي مليون وربع من الأشقاء إلى الأردن او مغادرة نسبه منهم ملف كبير ،لكن في ظل التطورات الكبرى في سوريا فإن من حق الأردنيين أن يسمعوا عن اي اخبار ايجابيه وبشكل دوري من جهات موثوقة