عركت الحياة وعركتني..
خالطت الاخيار والأشرار وأصحاب المثل وطلاب المنافع..
أكسبتني خصالي أصدقاء أوفياء وأنبتت مواقفي أعداء متنفذين ما فتئوا يحاربونني في كل المواقع وتحت جنح الظلام ويكيدون لي داخل غرف مغلقة ويوظفون الجهلة والمضللين أدوات في حرب لا شرف فيها ،مع انني لا أعرفهم جميعهم، ولكن الملفات الشائكة التي فتحتها في عملي الإعلامي والبرلماني كانت ترتطم على الدوام بشبكات اخطبوطية، أعرف أحيانا رأسها ولكنني أجهل غالبا أذرعها، وهكذا مضيت خمسة عشر عاما في صراع مع مراكز قوى نادرا ما تفصح عن نفسها ولكن أذاها قائم وعميق.
ومع ذلك، فإنني لو خيرت وعادت بي الساعة الى الخلف ما كنت لأختار غير مسار الحق والدفاع عنه حتى الرمق الأخير وما كنت لأكون الا نصيرة لكل مظلوم وعونا لكل ضعيف وصوتا لكل مهمش ومحروم.
نحن ما نحن عليه بسبب مواقفنا وخبراتنا، وكل صفعة ننالها وكل ألم نعيشه يسهم في بنائنا ، تماما ككل قبلة وكل كلمة حلوة، ومن يعمل لإرضاء الناس لا يرضي أحدا، أما من يعمل لإرضاء ضميره فيمضي الى آخرته سعيدا قانعا.
لم يبق في العمر بقدر ما مضى ولكنني أحتضن القليل المتبقي بأمل وأنظر إلى المرآة برأس مرفوع، واواصل العمل من أجل عالم أفضل وأردن أقوى، وكلي ثقة أن دولة الباطل ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة.