حتى لا يتوقف المصعّد بالرئيس
فايز الفايز
06-01-2019 12:34 AM
في العام 1995 استقبل رئيس الوزراء المرحوم الأمير زيد بن شاكر، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات على بوابة مبنى رئاسة الوزراء، ثم تأبطا الأذرع نحو مصعد المبنى الصغير للصعود تجاه قاعة المحادثات، وحينما بدأ المصعد يتحرك للأعلى تعطل فجأة، وبقي متوقفا لوقت محرج، حتى استطاع الخبراء الفنيين من إصلاح الخلل، ووصل الجميع الى قاعتهم، ولكن حين جاء موعد الوداع ، «فضل» الزعيم الراحل ابو عمار أن يستخدم الدرج، ولكن أبا شاكر أصرّ على استخدام المصعد وسط قهقهات الضيف والمستضيف .
اليوم يضطر الرئيس عمر الرزاز لاستخدام العديد من المصاعد للوصول الى غاياته وأهداف برنامجه، وليس مصعد مبنى الرئاسة فقط، ولكن ماذا لو توقفت المصاعد، ما الذي سيحدث للحكومة، هل ستستخدم الدرج المتعب، أم سنقفل الطابق، هذا لا يجب أن يحدث مع رئيس كالرزاز يريد العمل بجدية لإضافة منجز حكومي في محاولة لإنقاذ ما تبقى من هيكل اقتصادي وسياسي لا نحسد عليه، ولكن مع هذا يبدو أن عددا من أعضاء الفريق لا يمتلك المبادرة المتفردة لخلق فكرة تختلف عن المستهلك للحكومات السابقة، ولهذا رأينا كيف مرت ستة أشهر والحكومة تبحث عن حلول، والأصل أن تأتي الحكومة ومعها الحلول جاهزة .
في حديثه عبر قناة «رؤيا» الجمعة ،تحدث الرئيس الرزاز،لأول مرة هذا العام، بكلام جميل ومسهب في الوردية المتفائلة ، ولعل أهم ما كان ينتظره الجمهور من خلال خبرتي الطويلة، هو التعديل الوزاري، وذلك بسبب طبيعة طبقة «الإثارة الوزارية»، ومعهم الكثير ممن لا يعنيهم التعديل بل يحبون صوت تكسير الصحون، ومع هذا ينسى الجميع أن منصب الوزير هو سياسي لا إداري، والوزير يجب أن يكون لديه رؤية استراتيجية لوضع صورة كبيرة وخريطة طريق لمستقبل العمل الوزاري، ولا يضير لو بقيت الحكومة بلا تعديل أو وزير لأشهر، شريطة أن يكون الهيكل الإداري متين، والأمناء العاميون على قدر عال من الوعي والذكاء الإداري.
عندما يتحدث رئيس الحكومة يجب أن يكون كلامه وعد حرّ، وليس مجرد تفاؤل، ولهذا عندما نتكلم عن فرص عمل للشباب علينا ان نتذكر أن نسبة البطالة ارتفعت الى ما يقارب 20 بالمئة، في ظل إنسحاب شركات وخروج العديد من الأسماء التجارية ، يقابله طأطأة رؤوس أسرّ تحت خط الفقر، وارتفاع كلف التعليم والطبابة والغذاء دون مبرر، ومع كل ما قدمه الرئيس الرزاز من شروحات مطمئنة لمستقبلنا هذا العام، فإن المواطن يحتاج الى مطعوم إعادة الثقة بالخطاب الحكومي بعد ما رآه من تعسف سياسي واقتصادي للحكومات السابقة.
هنا لست في صدد تحليل مقابلة الرئيس، ولكن أعتقد أن أهم ما سمعته هو زيارته الى العراق وتركيا، فالعمل بهذا الإتجاه هو ما سيحرك عجلة الاقتصاد خصوصا مع تركيا مجددا، والتفاوض مع بغداد على حصتنا بعيدا عن سيطرة إيران على سوق العراق، فضلا عن تأمين الطريق السوري، وهذا يحتاج الى جهود القطاع الخاص التجاري الذي يجب أن يركز عليه الرئيس ويقربه لفتح طرق جديدة مع أِشقائنا وأصدقائنا في أوروبا وأفريقيا.
يجب أن نؤمن بأن هذا البلد يستطيع النهوض مجددا، عندما يكون الجميع صادق وأمين، ولا ينتظر أحد متى يسقط المصعد بالجميع كي يرضي أطماع نفسه النرجسية،وهذا ينطبق على الحكومة أيضا، وإلا سنهاجر جميعا.
Royal430@hotmail.com
الرأي