بين اغلاق أعمال وافلاس تجار وسياسة رسمية!
باسم سكجها
05-01-2019 06:42 PM
سهرنا الليلة الماضية على مئات الرسائل تصلنا عبر “الواتس آب”، وهي في حقيقة الأمر رسالة واحدة، ولكنّها كانت تُلقى عليها البهارات من هنا وهناك، من حيث الحذف والاضافة، وتتحدث عن إفلاس تجار، وتعثر آخرين، وسفر البعض منهم، وطبعاً تصدّرت الصورة ما جرى في بنك الأردن.
لاحظنا في الرسائل، وقد أتت من أصدقاء مختلفي المشارب والتوجهات والطبقات أيضاً، أنّها تحمل نبرة “التشفّي” أكثر منها تحذيرية أو تنويرية، وبدا وكأنّ الناس يقولون للحكومات: هذه هي النتيجة التي وصلنا إليها مع سياساتكم المرتجلة، غير المدروسة، وربّما الظالمة أيضاً.
ومع أنّ أمس وما قبله عطلة رسمية، فقد اضطرت “المصادر الرسمية” إلى نفي الآثار المترتبة على الأمر وخصوصاً التوضيح بالنسبة لبنك الأردن، كما خرج نقيب التجار نائل الكباريتي بتصريح يؤكد أنّ الكثير ممّا قيل إشاعات ينبغي عدم الالتفات إليها، ولكنّه أكّد ضمناً أنّ جزءاً كبيراً منها صحيح، حين تحدث عن الوضع الطبيعي حين يُفلس أو يتعثّر أو يُعسر تاجر ما، وهذا لا ينسحب على السوق كلّه!
صحيح أنّنا كمواطنين نصنع من الحبّة قبّة أحياناً، ولكنّ الصحيح أنّ السياسات الرسمية تجعل من القُبّة حبّة في كثير من الأحيان، فينبغي أن يكون ما تمّ تداوله حتى لو كان بعضه غير دقيق جرس إنذار على المسؤولين الاستماع إليه، والتنبّه إلى الحالة العامة التي يغلبها التشاؤم، ولم تنفع معها كلّ التصريحات المطمئنة.
المواطنون هم أصل الاقتصاد، وهم الذين يحرّكونه صعوداً أو هبوطاً حسب الحالة النفسية التي يعيشونها، فحالة من عدم الثقة أو انعدام اليقين يُبعد الناس عن الشراء والاقتراض، وهنا تسود حالة ركود، وحالة من التفاؤل يمكنها أن تُخرج المال “من تحت البلاطة” فيتوسع الناس في الشراء والاكتتاب والمشاركة المختلفة في الحالة الاقتصادية.
وننهي بالقول إنّ الترددّ والتباطؤ والتخبط في إدارة الاقتصاد بالقرارات المتناقضة هي العناوين التي أوصلتنا إلى هذه الحالة، وإذا كان المسؤولون استاؤوا من تضخيم ما حصل في اليومين الماضيين، فعليهم أن يُتابعوا الاعلانات التي تؤكد الحالة المنتشرة من بيع المحلات والدكاكين وغيرها أكبر أيضاً، وعليهم أيضاً أن يدرسوا حجم هروب المستثمرين الاردنيين قبل الأجانب من البلاد، وعليهم أيضاً وأيضاً أن يتوقفوا أمام عدم ذهاب التجار إلى انتخاباتهم اليوم
في كلّ الأردن ما عدا الرمثا، ففي الأخيرة رواج لسبب الانفتاح على سوريا وفي الباقي كساد لسبب واضح هو السياسات الرسمية، وأخيراً فعليهم أن يقفوا أمام أنفسم ويفكّروا عن السبب الذي أوصلنا إلى هُنا، وللحديث بقية…