> استلمت مخطوطا من الأديب الكاتب المحامي محمد حافظ وطلب مني تقديما لهذا المخطوط تمهيدا لطباعته، وهذا المخطوط والمؤلف يتضمن العديد من الاجناس الأدبية المتنوعة ،، القصة القصيرة جدا ،والشعر ،والخواطر، والامثال والحكم،
> ولدى شروعي بقراءة هذا المنجز الأدبي المتميز وجدت ان الكاتب محمد حافظ متعدد الابداعات والمواهب ، متمكنا من أدواته الابداعية قادرا على الكتابة النثرية بشكل فني رائع ، دقيق في كتاباته تجد في مفرداته الحس الانساني والفكر النير واستشراف المستقبل ،،يحرص على التكثيف والايجاز والاقتصاد اللغوي،، يوصل الفكرة بأقل الجمل والسطور،، أفكارة متقدمة وتنويرية ،، يكره الخزعبلات ودواوين التخلف والجهل والخرافة،
> لعله كاتب متحضر متنور لايلتفت الى الماضي كثيرا،،!؟
> وهذا لايعني انه بدون ماض،،بل انه يستحضر الماضي لاعادة صياغة التاريخ صياغة منطقية وفلسفية كي يسقط احداثة على الحاضر،، نعم يوظف الماضي لتجنب الأخطاء التي وقعت في الماضي وخاصة من الناحية السياسية والتاريخية ،، فهو لاينسى ولن ينسى قضيته الأولى فلسطين ،،مهوى القلب والروح مسقط الرأس .
> يذكر فلسطين وقريته طلوزة قضاء نابلس في كل حروفه وكلماته فهي معه في شهيقه وزفيره ، حافظ كاتب قدير في اقناع المتلقي باسلوبه السلس الهادئ ولغته السهلة الممتنعة،، يشدك وانت تقرأ سطورة وافكاره ولغته،، فهو قاص محترف يكتب القصة القصيرة جدا والعادية ايضا باسلوب جاذب ،يتحرك مع الشخوص ويحركهم في السرد وينفعل معهم في الحدث يتماهى معهم احيانا ،، شخصياته القصصية هامشية اشخاص عاديين واقعيين بسطاء لاتكلف عندهم ،ففي( قصة غفلة) تجد الأرق والانتظار والحالة النفسية للسارد طاغية على موضوع القصة حتى حالة الغضب تعكس وجود أزمة داخلية بسبب المقال الذي لم ينشر بسبب الغفلة وغياب اسم الكاتب عن المقال،
> وفي قصة (المثقف) تعرية للواقع الاجتماعي خاصة موضوع الكذب ، فالكذب حبله قصير كما يقول المثل ، فالمثقف وقع في ورطة عندما أوهم أصدقاءه انه يتقن اللغة الانجليزية ، ولكن سرعان ماتم كشف أمره حينما دخل سائح اجنبي الى ذلك المقهى ليسأل عن عنوان ما يريد الوصول اليه،،عندها هرب المثقف كونه لايتقن اللغة الانجليزية وسط دهشة أصدقائه ،
> القصص في هذا المؤلف تعكس البعد الاجتماعي والانساني ، حيث قصة خادمة، جناية، تسامح، حالة نكد ، مفارقة، كل هذه وغيرها ابدع فيها القاص حافظ بطريقته القريبة من السخرية والكوميديا السوداء ، التي تظهر في الكثير من قصصه القصيرة جدا.
> وفي باب الشعر ، يحلق بنا الشاعر محمد في أجواء رومانسية حالمة ، تراه يقدس الحب والمرأة والموسيقا والجمال، قصائد مدهشة وصور جميلة ،،رغم انها نثرية، ولكنها تطفح بالصور الجميلة،
> وفي الخواطر تجد الخاطرة الفنية الادبية النابعة من اتون اللحظة الانفعالية ،يتقن فيها فن الحديث عن المشاعر والاحاسيس الانسانية والعواطف الصادقة الذاتية ، يترجم منسوب المعاناة والالم واللذة الى كلمات نابضة على الورق ، الابداع عند الاديب محمد حافظ متنوع ومتميز ان كان في القصة او في الشعر والحكمة والامثال والخواطر ينبع ذلك كله من معين الأدب والثقافة والمعرفة والابداع.
> بقي القول: ان هذا المؤلف فضاءات يمثل الاطياف والأجناس الأدبية كافة، زاخر بالمفردات والجمل الرائعة ويعبر عن ثقافة متقدمة للكاتب حافظ، هذا المنجز الادبي يعتبر مرجعا للقراء وللمكتبة العربية والمهتمين بشؤون الأدب واجناسة المختلفة ، نتمنى للأديب محمد حافظ التقدم والنجاح والمزيد من الابداع .