ماذا يريد خامنئي من جنوب سوريا؟
04-01-2019 04:57 PM
عمون - تحت عباءة العمل الإنساني، شرعت إيران بتوسيع مشروعها لتثبيت وجودها عبر افتتاح جمعيات وتقديم مساعدات بهدف تغيير الطابع الديمغرافي لمدينة درعا، جنوب سوريا.
ظهر ذلك جلياً من خلال زيارة ممثل مكتب المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي في سوريا، قبل أسابيع، أبو الفضل الطبطبائي علامة فارقة في التعامل مع ملف جنوب سوريا، خاصة أن ذلك يعتبر استفزازاً لدول الجوار، التي تسعى لمنع إيران من الاقتراب من الحدود.
وكما هو معروف سعت إيران إلى التحايل على الاتفاقيات الدولية التي تهدف لمنعها من الاقتراب من المنطقة الحدودية، من خلال تأسيس ميليشيات من خلال تجنيد أبناء المنطقة.
لم تكتف طهران بهذه الزيارة التي ظهر فيها الطبطائي وهو يخاطب مقاتلين لميليشياتها في درعا ويربط سقوط دمشق بسقوط طهران وبيروت، إذ أسست جمعية "الزهراء" للأعمال الإنسانية.
الجمعية التي تعمل في بعض مناطق درعا، تقدم مساعدات إغاثية ومالية للفقراء ومصابي الحرب ودعم أسر قتلى ميليشياتها في درعا، وتتلقى الدعم بشكل مباشر من ممثل مكتب المرشد الأعلى.
ويقول الناشط الاعلامي يوسف الزعبي لـ"24" إن الجمعية تستعين بوجهاء من عشائر كبيرة في درعا بهدف التأثير بشكل أكبر على السكان وزيادة نفوذها في المنطقة.
وأوضح الزعبي أن الجمعية تسعى الآن لفتح مكاتب سفريات مع الأردن عبر معبر نصيب/جابر، الذي تم فتحه قبل أكثر من شهرين.
لم يقف الحد هنا بحسب الزعبي، الذي كشف أن رجالاً محسوبين على الجمعية، أسسوا جمعيتين، تعملان على جمع التبرعات لتقديمها لذوي المصابين، ونشر التشيع مقابل مكافآت ورواتب شهرية.
وقالت وسائل إعلام معارضة إن احدى الجمعيات تحمل اسم "أحباب القائد الخالد"، تتلقى الدعم والاستشارات مؤسسة "الشهيد" التابعة لميليشيا "حزب الله" اللبناني، و التي تعتبر أحد أبرز مؤسسات الحزب الرسمية التي يدعمها "الحرس الثوري" الإيراني.
وتفسر وسائل الإعلام هذه لجوء إيران إلى استخدام "القوة الناعمة" بهدف استكمال مشروعهم التوسعي هناك، و الذي لا ترغب إيران بالتخلي عنه رغم المعوقات و الأخطار الكبيرة التي تواجهها، الأمر الذي يظهر مدى أهمية الجنوب السوري بالنسبة لذلك المشروع العابر للحدود.