أيها السيد العظيم... قرأت لك اليوم وعلى طريقة الحكام في العالم الثالث مطلوب مني أن أمجد خطواتك، وأتحدث عن مزاياك، ومع أنني متابع غير نشط لكافة أخبارك، لكنني كحلت عيني بأول تعارف لي معك من خلال توقيعك الذي تعرضه على شعبك وعلى العالم بأستمرار ومع كل خطوة تخطوها، والحديث يدور حول فخامة الرئيس الامريكي دونالد ترمب، ولما كنت قارىء تاريخ فأن أول ما يتبادر للذهن منظر السفينة الاغريقية ذات الاشرعة الرئيسية الثلاثة وهي تطفو أسفل صفحة فيها قرار يهتز له العالم، ويمجده كثر بكل الجهد وبكل الهمس والبوح يتحدثون عن جمال توقيعك خاصة عندما يتعلق هذا بقرار لمصلحة أسرائيل الغالية على قلبك، والمدافع عنها بكل ما أعطاك الله من موهبة وعظمة.

أما ما تسمى (التويتر) فأنها ذات قرار أهم من شرعية الكونغرس والبيت الابيض ،وفيها محتويات كبرى يصف جنرالا بان أوباما طرده كالكلب وأخرون كذابون ووزير خارجية بقدرات ذهنية متواضعة ووزير دفاع فشل في أفغانستان.

هذا لا دخل لي به أما أن تقول عن سوريا أرض الرمل والموت ودون ثروات كبيرة لإارجو أن تسامحني أذا قرأت لك صفحة من التاريخ أذا كان وقتك يسمح لذالك, فسوريا علمت العالم الحرف والرقم أيام الفنيقيين ومن بلاد الشام أرسلنا لكم الناصري المسيح عليه السلام تصلون له في كنائسكم كل يوم، وشرحنا لكم محتويات اللغة السيريانية لغة الانجيل اللغة المعتمدة في سوريا أنذاك وصدرنا للعالم الانجيل ولغته، وحتى تفرح أكثر فأن السيريانية لغة سوريا أعتمدها العهد القديم التوراة، ومن كنيسة القيامة في القدس ومن المسجد الاقصى أولى القبلتين، فأنك قدمتها هدية مجانية لليهود وانت لاتملك هذه الهدية والمالك لها سوريا – بلاد الشام.

لنبدأ بالثروات التي غابت عن بالكم ... سهل حوران - حيث أنتمي – كان يسمى أهراءات روما كان يمد الامبراطورية الرومانية بالقمح والحبوب والغلال على مدار السنة، ومن على شواطىء سوريا الطبيعية أكتشفنا لكم في (راس شمرا) مكتبة أشور بنيبال لثلاثة الاف عام، وفي بلاد الشام تغير لون نهر الفرات الى الازرق عندما قذف المغول بملايين كتبنا في النهر التي الفت وترجمت وأبدعت كتب الحضارة والفكر والفلسفة والفن وقيم الخير والحق والجمال.

أما أرض الرمل فأن بادية الشام ليست صحراء مثل نيفادا تجرى فيها تجاربنا النووية وهذه البادية كانت مقرا لعشرات الكنائس التي يلوذ اليها الرهبان يتعبدون الله وهذه البادية كان الرسول الاعظم يقطعها من الحجاز الى الشام ذهابا وعودة يجلب البضائع ويتفيأ أشجارها ، وهي أرض السندبادالذي روى رحلاته الخيالية السبع في الف ليلة وليلة.

وفي المتابعة لانسمع الى تمجيدا لاسرائيل أرض الاحتلال والمستوطنات والقتل وسجون المؤبد وعشرات سنين الاسر لكنها الدولة الدمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط والحديث عن جنة أسرائيل وجهيم العالم العربي ،بالمقابل لم نسمع تمجيدا ل(كريستوف كولومبوس) مكتشف أمريكا .

نظل في التاريخ... لويس الرابع عشر كان يقول الدولة أنا لمدة سبعين عاما ، وحول الفرنسيوون اّية من الانجيل ( أبانا الذي في السموات ) أبانا الذي في فرساي وقالوا له أن أسمك لم يعد ممجدا وممكلتك لم تعد مفروضة على الارض ولا على الماء .. أعطنا خبزنا.

أخيرا هناك أنبياء قادة زعماء .. الرسول محمد المسيح سرجون حمروابي سقراط زينون ماركس لينين تروتسكي كلها أسماء عظيمة قامت بدوراتها الحضارية العظيمة وأحتفظنا لهم بمكانة كبرى ، فهل ترغب أيها السيد العظيم لأن نحتفظ لكم بشيء من هذا.