زيارة الرئيس د. عمر الرزاز للعراق كانت في غاية الأهمية، فالمصالح الوطنية بين البلدين تحتاج للكثير من الحركة مع الأشقاء العرب وعلى رأسهم العراق. وفي هذا السبيل قصد الرجل بلاد الرشيد وقبلها تركيا.
ليس عندنا في الأردن أدني شك في أن مشاكلنا جزء من وضعنا الإقليمي وبسبب تضخم دورنا وعدم رغبتنا في التنكب لرسالة الاردن العربية التي كانت نتائجها عبئاً علينا. وفي هذا السبيل استقبل الاردن منذ عقود ملايين اللاجئين وتضخم عدد السكان وفاق الإنفاق الدخل، ومع كل هذا تخلى المجتمع الدولي عن الأردن ودعمه.
الأهم اليوم هو إدراكنا بأن علاج الأزمات المالية يجب أن يتم من الداخل وبخبراتنا ودون تجميل وإخفاء للحقائق. لقد أدرك الرزاز تحدي البلد وأدرك أن الوصول للعلاج الاقتصادي يكمن في جراحات عميقة واعتراف بالفشل في بعض الملفات مع اقترح خطة واضحة للأهداف المطلوبة والقابلة للتقىييم فيما سماه مشروع النهوض الوطني.
العراق هو نافذة مهمة للأردن، وهو العمق الذي يجب التعامل معه بكل احترام لخصوصيته الراهنة في ظل ما بعد مرحلة داعش وما بعد المالكي وما بعد العبادي، فالعراق بلد يتغير باستمرار وفقا لمعادلة الحكم الجديد بعد العام 2004.
لقد اختار عمر الرزاز بغداد وجهة للبحث عن حلول الاقتصاد، ونحتاج إلى أن نؤسس لزيارته الناجحة مناخا من التعامل الإيجابي ومع نتائجها.
محطة د. الرزاز عراقياً كانت مهمة، ليس فقط في وعودها وما حصلنا عليه من خصومات وتخفيضات مالية وحسب على سعر النفط، بل لأن هناك دولا أخرى تنافسنا في العلاقة الاقتصادية مع العراق، وهناك دول لا تريد لنا أن نغير في خياراتنا السياسية، وملف التعاون الخارجي الذي يجب أن نحتكم فيه للمصالح الوطنية الاردنية وبما يكفل إحداث الفرق والتطوير والنهوض بالاقتصاد الوطني وايجاد الفرص للتصديروالاستثمار.
الدستور