أطلت علينا الحكومة مشكورة بدراسة تقول بأن 90% من الأردنيين يمتلكون هواتف خلوية و 89% لديهم انترنت و 33% لديهم أجهزة حاسوب.
دراسة مجدية وجهود جبارة نشكرهم عليها، ولكن ما العبرة المستفادة منها ومالهدف منها ؟
للأسف تعتقد الحكومة بأن امتلاك الهاتف الخلوي واشتراك الانترنت هو شيء خارق للعادة وكماليات و( فسقنة) وان هذه الدراسة تضع النقاط على الحروف ، أو بمعنى آخر بأن الاردن هو النعيم والمواطن يعيش في العسل، متغاضية ومتناسية الحكومة الرشيدة ان هنالك ضريبة مبيعات مرتفعة جدا .
رغم أن كل هذه الدراسات لم تذكر الوجه الأهم ألا وهو العائد الجيد للحكومة.
لذلك من الأجدر والاكثر نفعا هو ان تخبرنا حكومتنا الرشيدة لماذا وأين تذهب هذه العوائد والقروش !
هل الرسالة المقصودة من هذه الدراسة و بما ان الأغلبية العظمى من الشعب يمتلكون هواتف و خطوط انترنت هي أن نفهم بأن الشعب بخير وماشاء الله علينا !!!
ثلاثة أعوام مضت و ما زالت عمان من اغلى العواصم العربية من حيث المعيشة كما جاء في الدراسات المتتالية ، بل إنها تنافس مدنا مثل دبي والدوحة أي بمعنى آخر أهم دول الخليج اقتصاديا..تخيل !
ومما لاشك فيه انها ايضا هذا العام حجزت مقعدها على النهائيات وستنافس على المراكز الاولى .
ايضا على الرغم من انخفاض اسعار النفط عالميا مازال الاردن من اغلى الدول العربية من حيث أسعار المحروقات ، والسبب في نظر الحكومة أجور نقلها المرتفعة مثلا ...! التبخر مثلا ...! اعصار تسونامي مثلا !!! هناك أسباب ودراسات يصعب علينا تفسيرها ولا احد قادر على فهمها وبالنتيجة الحكومة مالهاش دخل .
لم تقل الحكومة ولم تعلل لنا السبب بتراجع المبيعات بقطاع الالبسة والأحذية بما نسبته 60 % العام الماضي ،ولم تشير الى ضريبة المبيعات المرتفعة والرسوم الجمركية التي تصل الى حد 50%.
من الواضح أن الحكومة تسعى لتشليح المواطن كماء جاء على لسان أحد النواب و تسعى لتجريدنا (وتشليحنا) لتغطي اخفاقاتها وتجاوزاتها على حساب المواطن .
تخيلوا حتى أن الفلافل والشاورما بحسب دراسة اجريت مؤخرا ، تفيد بأن هنالك تراجع كبير في الاقبال على شرائهما بنسبة 50% في العام الماضي !!!، الأمور لحقت الفلافل والشاورما ...واخد بالك ياعمر ! فنرجو منك وزملائك ان لاتقولوا بأن الشعب الاردني ياكل الايطالي والمكيسكي والكافيار ومقضيناها مناسف ولحم !!! هذه الاطعمة من ابسط مقومات الحياة وما تسد رمق المواطن وتسلك جوعه باتت عبئا ماديا لا يستطيع الحصول عليه .
لذلك نرجو من حكومتنا عمل دراسات ومسح عن العائلات المشردة التي تحيا بدون مأوى وتفترش جنبات الطرق في الخيم ، و أن يتم عمل دراسات عن المشردين والعاطلين عن العمل ، أو اجراء دراسات تبين لنا من يشملهم او تم اقصائهم من التأمين الصحي ، دراسات كثيرة وكثيرة تمنى التوقف عندها والإفصاح عنها .
المواطن الأردني ليس زائر أو من بلد آخر ومُغيب حتى يتم استغفاله، وتتلاعبوا بالكلمات والاحصائيات الباهتة، اذ ان ذلك استغفال يدل على عقلية متواضعة في التعامل مع الموقف والوقوف بصف الوطن ،فهل من المعقول ان تقوم بجلده وتكسيره وأن تقول له ان ذلك غير موجع وشيء ممتع وانت بخير!!!
ترى هل سيكون العام 2019 مختلفا بالنسبة للحكومة او انها ستتعامل مع المواطن كمستهلك يدفع ثمن سلعة ولا ياخذها؟
ام انه سيكون سلعة للبيع ويطرحوا علينا ترويجها !!!
هل ستخرج علينا دراسات وتقول بان 90 % من الأردنيين يرتدون الملابس !!!